هل نستخدم حقا 10% من المخ؟
كتبت- ريم فؤاد
يزعم البعض أننا نستخدم 10% فقط من مساحة المخ، ولكن هذا الأمر غير صحيح وليس له أي دليل من الصحة، فحتى المهام الصغيرة التي يقوم بها المخ، كالسلوكيات البسيطة اليومية للإنسان، تستهلك جزءً كبيرًا من المخ، وفقًا لما قاله إيرل ميلر، أستاذ علم الأعصاب في معهد بيكور للتعلم والذاكرة.
ويشير «ميلر» إلى أنه بالرغم من كون هذا الإدعاء خاطئ، فالكثير منا بالفعل لديه أجزاء في المخ غير مستغلة، وإذا أمكن استغلالها فستزيد من قوانا العقلية من ناحية القدرات التحليلية والبصيرة.
ويكمن مفتاح تفعيل هذه القدرات في التركيز المتواصل لفترة طويلة، فالشيء الوحيد الواقف بيننا وبين تفعيل مهارات وقدرات عقلية هي الإلهاءات التي تضعف من قدرة المخ على التركيز.
ويضيف: تخيل العقل كأنه عضلة من عضلات الجسم يمكن تقويتها بواسطة بضعة تمارين، ولكن لا أعني بالتمارين كممارسة ألعاب زهنية كالسودوكو أو الشطرنج أو الكلمات المتقاطعة، ولكن عليك بتمرين العقل أن يبقي مركز ذهنيًا لفترة متواصلة كبضعة ساعات دون تشويش، فالعقل الملهي هو عقل ضعيف.
العمل علي مهام متعددة في آن واحد
وتنتشر الإلهاءات حولنا وتظهر بشكل عشوائي ليس له ميعاد محدد كالرسائل النصية أو تحديثات الشبكات الاجتماعية، ويزعم بعضهم أنهم باستطاعتهم العمل على مهام متعددة في آن واحد دون فقد تركيزهم، ولكن الدراسات التي أجريت أظهرت عكس ذلك، فالتنقل من مهمة للأخرى، كتصفح الإنترنت أو صفحتك الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي في نفس الوقت، قد يؤدي لحدوث أخطاء وأعطال، إلى جانب تضييع الكثير من الوقت، وتعرقل جميع هذه الإلهاءات الحس الإبداعي والبصيرة، فتتراجع الأفكار في ذهنك لأكثر سطحية، وفقًا لما قاله "ميلر".
ويؤدي الانتقال بين مهام متعددة إلى ظاهرة تسمي «بقايا التركيز»، فعندما تطلب من العقل الانتقال من مهمة لأخرى في نفس الوقت، يعاني قليلًا أن ينسى أو يترك المهمة الأولى ويركز على الثانية، لعدم وجود نهاية للمهمة الأولى أو وقت كافٍ بين الاثنين حتى يستريح ويبدأ بالتركيز على شيء آخ، وعند الانتقال بين المهام دون فاصل أو فترة استراحة بينهم، يكون العقل عالق بالمهمة الأولى ويبحث عن أسئلة وأجوبة لها بينما يمارس الثانية، وعلى هذا الأساس ينخفض عنصري الأداء والتركيز، وفقًا لما قالته صوفي ليروي، أستاذ مساعد في جامعة واشنطن.
ويضيف كالفن نيوبورت، أستاذ في جامعة جورج تاون، أن معظم الناس عند الخضوع للإلهاءات أثناء القيام بمهمة، ينخفض إنتاجهم بنسبة 50% إلى جانب قدراتهم المعرفية، فعلى الرغم أن النظرة الصغيرة على صفحات التواصل الاجتماعي تأخذ دقيقة، إلا أن حجم تأثير ذلك الإلهاء على العقل يكون كبير.
4 طرق للتركيز بشكل أفضل:
1- اتباع جدول يومي
تعتبر أفضل طرق تطوير حس التركيز وقوة العقل الذهنية أن تقوم بعمل جدول متواصل للتركيز من خلاله على مهمة واحدة يوميًا دون أي نوع من أنواع الإلهاءات.
وأكد نيوبورت أن معظم الأفراد الذين التزموا بجدول محدد لإنهاء مهامهم يوميًا بتركيز، ارتفع معدل إنتاجهم عن من يعملون بشكل عشوائي أو يشوبه بعض الإلهاءات.
2- التأمل
من شأن التدبر أو التأمل لبضع دقائق أن يحسن من قوة العقل على التركيز بشكل أفضل.
3- بالمراجعة والتحليل
تنصح صوفي ليروي بأخذ بعض الوقت بين مهمة ذهنية وأخرى حتى لدقيقة أو اثنين للتفكير فيما تم إنجازه في المهمة الأولي، اكتب عن أي نقطة توقفت بها، وما تريد فعله لاحقًا عند استكمال تلك المهمة.
وأكدت "ليروي" أن كل من اتبع هذا النظام، تحسن أداءهم بنسبة 79% في اختبارات اتخاذ القرار عمن لم يأخذوا وقت كافٍ بين مهمة وأخري لاستجماع أفكارهم.
4- التعود على فترات الملل اليومية
هناك طريقة بسيطة ولكن بها بعض التحدي، أن تسمح لنفسك بالشعور بالملل خلال روتينك اليومي، فعلى سبيل المثال، ليس من الضروري أن تستخدم هاتفك كلما وقفت في طابور أو كلما جلست وحدك في مكان ما، اعتبر تلك اللحظات كفترة استراحة، فالكثير منا يحتاج تلك الفترات إن أردنا الحفاظ على حس التركيز لدينا لأكثر من بضعة دقائق، وعليك بتعويد عقلك ألا يحتاج للنظر إلى شاشة بين كل حين وآخر.
فيديو قد يعجبك: