العالم يتكاتف لإنتاج لقاح مضاد لكورونا.. كيف تتم صناعته؟
كتبت- ندى سامي:
في أيام قليلة ظهر فيروس كورونا في الصين وقرع أبواب دول العالم التي أوصدت حدودها بعد ذلك لمحاربة ذلك المستجد الذي أصاب وحصد أرواح الكثيرين، وبالرغم من التقدم العلمي إلا أنه حتى الآن لم يتم إنتاج لقاح وقائي يقي من الإصابة بعدوى كوفيد 19.. فكيف تتم صناعة تلك اللقاحات، وكم من الوقت تحتاجه للخروج إلى النور؟
"الكونسلتو" يستعرض خلال التقرير التالي كيفية عمل اللقاحات المضادة للفيروسات، ومتى سيعلن عن لقاح يحمي البشرية من فيروس الكورونا.
النتائج الأولية.. كيف أوقف دم الصبي العدوى
يقول الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، ومدير مركز الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح، إن هناك فرق بين المصل واللقاح، حيث يعطى المصل بعد الإصابة بالمرض لتعزيز المناعة ومواجهة المرض، إلا أن اللقاح يعطي قبل الإصابة لتعزيز المناعة، وبالتالي ما يمنع من الإصابة بالمرض، وما تعمل عليه الشركات حاليًا هو لقاح لمنع الإصابة بفيروس كورونا.
تعود النتائج الأولية لتصنيع اللقاحات إلى عام 1934 في مدرسة هيل الإعدادية في بوتستاون في بنسلفانيا مرض أحد الطلاب بالحصبة فانتشرت في أنحاء جسده وارتفعت حرارته، واستطاع طبيب المدرسة والذي يدعى "روزويل جالاجر" في مساعدة المريض حتى شفى ولم ينتهي الأمر على ذلك لأنه قد نقل العدوى لشخصين آخرين، في تلك الأثناء كانت الحصبة أحد الأمراض شديدة العدوى والتي تفتك بحياة آلاف البشر في جميع أنحاء العالم، ولم يكن هناك لقاح فعال يحمي من الإصابة، وفقًا لـ مجلة "جونز هوبكنز "الطبية.
قام الطبيب الذي عالج الصبي بمدرسة هيل بسحب عينة من دماء الفتى والذي بالفعل قد تعافى وقام بعمل لقاح وقائي تم إعطائه للطلاب الآخرين، واستطاع حماية تلك المدرسة من تفشي محتوم للعدوى، وبالرغم من ذلك فإن محاولاته الأولية والبدائية لم تخرج للنور ولم يكتشف اختراقه العلمي وأول لقاح فعلي للحصبة خرج إلى العالم عام 1980 بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وبعد معرفة انتصار روزويل تكالبت عليه الأضواء قال "إن المرضى الذين يتعافون من مرض معدي غالبًا ما ينتجون أجسامًا مضادة يمكن أن تحمي من العدوى اللاحقة بالميكروب نفسه، ويمكن نقل هذه المناعة عن طريق إعطاء تلك الأجسام المضادة في لقاح للأشخاص المعرضين لخطر العدوى"، بحسب ما تم نشره في صحيفة وول ستريت جورنال.
اقرأ أيضًا: الكشف عن موعد أول جرعة تجريبية لعلاج فيروس كورونا
كيف يتم تصنيع اللقاحات المضادة للعدوى؟
ويقول جاساديفلا، أستاذ علم الأحياء المجهرية الجزئية وعلم المناعة والأمراض المعدية في كلية جونز هوبكنز في بلومبرج للصحة العامة، إنه يمكن اتباع نفس النهج لكبح عدوى كورونا المستجد إذ تحمل الأجسام المضادة المستمدة من دماء الشخص الذي أصيب وتعافى لقاح يكبح الفيروس، ويمكن أن يتم إعداد اللقاح في فترة زمنية أسرع من صنع لقاح جديد لشفاء المصابين.
عمل لقاح وقائي ضد أي مرض يمكن أن يصل لفترات طويلة، وفي حالة فيروس كورونا ونظرًا لتفاقم الأزمة هناك نتائج إيجابية تلوح في الأفق، وهناك محاولة أن يؤخذ اللقاح عن طريق الأنف بحيث يمنع دخول الفيروس من فتحات الأنف ووصوله للجهاز التنفسي، وفقًا لما قالته الدكتورة إيمان مرزوق، أستاذ علم الفيروسات بجامعة القصيم السعودية.
ويتم عمل اللقاح عن طريق أخذ جزء من المادة الوراثية للفيروس ويحقن جزء منها بعد تعديلها معمليًا ليتعرف عليها الجهاز المناعي، ويقوم بتكوين أجسام مضادة تحمي من العدوى المستقبلية.
وهناك طريقة أخرى لعمل اللقاح، وهي بعد أن يتم أخذ أجزاء من البروتينات الخاصة بالفيروس وحقنها بالجسم والجهاز المناعي يتعرف عليها ويكون أجسام مضادة.
نسبة نجاح اللقاحات
عادة لا تصل نسبة نجاح اللقاح إلى 100 % نتيجة تدخل العديد من العوامل الخارجية، ومدى استجابة الجسم للأجسام المضادة التي يتم حقن الجسم بها، كما أنه يختلف تأثير الأمصال على البشر فقد يستجيب له الكثيرين ويحميهم بشكل فعال من انتقال العدوى، ولكن هناك البعض لا يعمل جهازهم المناعي في نفس اتجاه عمل اللقاح، وعادة لا يكون اللقاح شديد الفاعلية مع أصحاب المناعة الضعيفة وكبار السن، فهم أكثر الفئات التي قد تستجيب اللقاح ولكن ليست بنفس الفعالية ويعود ذلك للجهاز المناعي الخاص بهم الذي لا يستفاد من الأجسام المضادة بنفس القدرة بالنسبة لأشخاص آخرين أقل في العمر، وفقًا لـ bbc.
يتم تجربة اللقاح على الفئران أولًا وتسجيل ردة الفعل المناعي لهم وإعادة حقنهم بالعدوى مجددًا وترك الحمض النووي للفيروس الذي تم زرعه يقوم بمكافحة العدوى ومن ثم تسجيل النتائج واعتماد اللقاح، فالمنظومة الطبية العالمية تتكاتف للوصول لذلك اللقاح الذي سيحمي البشرية من عدوى التاجي المستجد، وبالرغم من إعلان العديد من المختبرات العلمية حول العالم البدء في تصنيع اللقاح الوقائي إلا أنه حتى الآن لم يخرج للنور.
فيديو قد يعجبك: