مضاعفات خطيرة لالتهاب الحنجرة.. لا تهمل العلاج
كتبت - أسماء أبوبكر
الحنجرة معرضة لحدوث التهابات فيها خاصة مع الاستخدام المتواصل للصوت دون إراحته، وتكرار حدوث الالتهابات دون علاجها يؤدي لحدوث مضاعفات قد تصل في بعض الأحيان إلى أورام.. فما هي أسبابها؟ وكيف يتم التعامل معها طبيا؟
أسباب مختلفة
التهابات الحنجرة المتكررة لها أكثر من سبب، وفقا لدكتور أحمد الموصلي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، الذي أوضح أنها يمكن أن ترجع إلى حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية، لأن حساسية الأنف تتسبب في وجود إفرازات مخاطية تخرج من فتحة الأنف الخلفية لتصل إلى الحلق ومنه إلى الحنجرة، هذه الإفرازات تعتبر وسط خصب لتكاثر البكتيريا ما يؤدي لحدوث احتقان شبه مزمن في الحنجرة.
وأضاف استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن إجهاد الحنجرة من ضمن أسباب التهابها سواء لسوء استخدام الصوت أو استخدامه المستمر كما هو الحال بالنسبة للمدرسين والمقرئين مثلا، وفي بعض الحالات الأخرى قد ينتج عن كثرة التعرض للأتربة أو العمل في مصانع الإسمنت والكيماويات.
من جانبه أوضح الدكتور محمود عبد العليم، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن التهاب الحنجرة يمكن أن يحدث بسبب كثرة الإصابة بنزلات البرد أو حساسية الجهاز التنفسي، والتدخين.
أعراض ومضاعفات
التهاب الحنجرة يبدأ بتغير في نبرة الصوت ثم حدوث بحة صوتية، وفي حال إهمال العلاج ومع الإجهاد المستمر للحنجرة يحدث احتقان في الأحبال الصوتية، ما يؤدي لضعف مناعة الحنجرة ويسهل تعرضها للالتهاب المتكرر الذي يؤدي إلى تكون لحمية على الأحبال الصوتية وقد تزيد الخطورة وتؤدي لأمراض خطيرة وأورام بالحنجرة، بحسب الدكتور أحمد الموصلي.
وتابع الموصلي أن بحة الصوت البسيطة قد تزداد وتصل إلى كحة جافة و«شرقة»، وربما يزداد الأمر سوءا ويعاني المريض من انقطاع تام للصوت، وفي حالة وجود لحميات أو أورام فقد يعاني المريض من صعوبة في التنفس أو اختناق.
وأكد الدكتور محمود عبد العليم، أن من ضمن المضاعفات حدوث بحة مستمرة في الصوت، وتزداد احتمالية حدوث أورام سرطانية إذا كان سبب التهاب الحنجرة مرتبط بالتدخين.
فحوصات ضرورية
وفقا لـ«الموصلي» و«عبد العليم»، فإن علاج التهاب الحنجرة يتطلب معرفة السبب أولا، والذي يتم تحديده عن طريق عمل منظار حنجري باستخدام منظار حنجري مع أو بدون مخدر موضعي، ويساعد ذلك في تحديد ما إذا كان المريض يعاني من احتقان فقط أم تطور الأمر لحدوث لحمية على الأحبال الصوتية.
وأشار استشاريا الأنف والأذن والحنجرة إلى أنه في حال وجود لحمية ربما يستدعي الأمر أخذ عينة منها وتحليلها، وفي هذه الحالة يحتاج المريض لأخذ مخدر عام.
نصائح ووسائل علاجية
علاج الحنجرة يعتمد على علاج الالتهاب الموجود فيها أولا باستخدام المضاد الحيوي وأدوية تقلل الاحتقان والأدوية المذيبة للإفرازات في حال وجودها، بالإضافة إلى علاج السبب الأساسي لهذه الالتهابات فمثلا إذا كانت ناتجة عن حساسية الأنف فلابد من علاج الحساسية، مع ضرورة إراحة الصوت لفترة مناسبة، وفقا لـ«الموصلي»
أما الالتهاب الناتج عن إجهاد الصوت فعلاجه يعتمد على عمل تمارين معينة لتدريب المريض على كيفية استخدام صوته دون إرهاقه، بالإضافة للوسائل العلاجية السابقة، وينصح الموصلي بضرورة الامتناع تماما عن الصياح والصراخ.
وشدد على ضرورة الامتناع عن التدخين وارتداء الكمامات الطبية في الأيام والأماكن التي تكثر فيها الأتربة، خاصة إذا كان الالتهاب ناتج عن التعرض للملوثات، مشيرا إلى أن الحنجرة تحتاج لعلاج طويل نسبيا لأنها عضو دائم الاستخدام، لذلك لابد من الالتزام بكورس العلاج كاملا.
وأوضح عبد العليم، أن علاج التهاب الحنجرة يختلف من حالة لأخرى بحسب السبب، مشيرا إلى أنه غالبا ما يتم اللجوء للكورتيزون إذا كان ناتج عن وجود حساسية الأنف أو الحنجرة مع ضرورة البعد عن المثيرات التي تهيج الحساسية كالأتربة أو الانتقال من مكان دافئ لأخر بارد بشكل مفاجئ، مشيرا إلى أن الحالات الشديدة التي تصل إلى انقطاع الصوت تحتاج إلى استنشاق بخار الماء المضاف له أدوية معينة.
وأشار عبد العليم، إلى أنه يتم اللجوء للجراحة في حالة وجود لحمية لاستئصالها، والأورام الصغيرة يمكن استئصالها أيضا وربما تحتاج بعض الحالات لاستكمال العلاج بالليزر، أما الأورام المتقدمة فربما تستدعي الحالة استئصال الحنجرة نفسها وتركيب أنابيب تهوية تساعد المريض على التنفس مع تركيب جهاز يمكنه من التحدث.
وفي حالات الالتهاب البسيطة ينصح بتناول المشروبات الدافئة لكن بشرط أن تكون درجة حرارتها مناسبة فلا تكون ساخنة مع تجنب تناول الأطعمة الحارة كالشطة.
فيديو قد يعجبك: