الأمصال المناعية تعالج الحساسية نهائيا.. هذا الخطأ يفقدها فاعليتها
كتبت- أسماء أبوبكر
الحساسية لا تعتبر من الأمراض المزمنة التي يصعب علاجها، لأنها في أحيان كثيرة تشفى تلقائيا، خاصة في الأطفال، وحالات أخرى تستجيب للعلاج بأمصال الحساسية التي تساعد في التخلص من أعراضها نهائيا في حالات كثيرة.
فكرة أمصال الحساسية
الدكتورة دينا شيحة، أستاذ مساعد الحساسية والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس، أوضحت أن أهم شئ في علاج الحساسية هو المنع.. أي تجنب المواد أو الأطعمة التي تتسبب في ظهور أعراضها، فمثلا إذا كانت الأعراض تظهر عند تناول اللبن في هذه الحالة يجب أن يتوقف المريض عن تناوله.
إلا أن الحساسية تجاه حبوب اللقاح مثلا يصعب المنع فيها، بحسب شيحة التي قالت: "هنا يأتي دور أمصال الحساسية (الأمصال المناعية)، وهى عبارة عن أمصال تحمل مناعي تعتمد فكرتها على تحضير نفس المادة أو البروتين المسبب للحساسية في المعمل ولكن بطريقة معدلة، بحيث تتحول إلى مادة يمكن حقنها تحت الجلد، مشيرة إلى أنه يمكن معرفة نوع المادة المسببة للحساسية عن طريق اختبارات الجلد.
يصعب على الجسم التعرف على أمصال الحساسية، لأنه يتم تحضيرها بشكل معدل ومخفف، ويتناولها المريض عن طريق الحقن تحت الجلد، أي بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تدخل بها المواد المثيرة للحساسية للجسم التي تصل له عن طريق الاستنشاق أو الأنف.. هذا ما ذكرته أستاذ مساعد الحساسية والمناعة.
أشارت شيحة إلى أن أمصال الحساسية تفيد مع أنواع الحساسية المختلفة، كحساسية الصدر والأنف والجيوب الأنفية والعين والإكزيما، إلا أنها لا تفيد مع الحساسية الدوائية، لأنه لا يوجد أمصال لها.
اقرأ أيضا:كيف نفرق بين حساسية الأنف والصدر عند الأطفال.. وهل لها علاج؟
الجرعة
عن مدة استخدام أمصال الحساسية، قالت شيحة إن كورس العلاج يستغرق فترة طويلة، لأنه من المفترض إحداث تعديل في جهاز المناعة وحدوث تحمل ذاتي للجسم، لذلك يستمر استخدام الأمصال مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات، موضحة أن المصل يمكن أن يكون في صورة حقن تحت الجلد أو نقاط تحت اللسان، وفقا لما يحدده الطبيب.
جرعة مصل الحساسية تختلف حسب الطريقة التي يؤخذ بها المصل، أوضحت شيحة أن النقاط تحت اللسان يمكن استخدامها يوميا، لكن الحقن تحت الجلد تؤخذ مرتين في الأسبوع لمدة 3 شهور، ثم تقل الجرعة تدريجيا لتصبح مرة كل أسبوع أو كل 3 أسابيع ثم مرة كل شهر ومع اقتراب نهاية الكورس تكون مرة كل 3 شهور، مشيرة إلى أنه خلال فترة الكورس العلاجي يتم زيادة تركيزات المصل بشكل تدريجي.
فوائد متعددة
نسبة التحسن والشفاء تماما من الحساسية بعد استخدام أمصال الحساسية تصل إلى 80%، وفقا لشيحة، مؤكدة أن هذه الأمصال هى العلاج الوحيد الذي يتحكم في التطور الطبيعي للحساسية، فهى لها فوائد متعددة، هى:
- المريض يشفى من الحساسية تماما.
- عدم الحصول على المصل، يعني تناول أدوية الحساسية باستمرار وبشكل شبه يومي.
- الحماية من تطور الحساسية إلى نوع أخر قد يكون أشد خطور، فالمريض الذي يعتمد على الأدوية وليس المصل يكون أكثر عُرضة لتحول الحساسية، كأن تتحول حساسية الجيوب الأنفية إلى حساسية صدرية، وبدلا من أن يتحسس من مادة واحدة يتحسس من مواد أخرى.
- منع أنواع الحساسية الأخرى من الظهور من الأساس، لأن الأمصال تحفز جهاز المناعة وبالتالي يكون من الصعب استثارته تجاه أي مواد.
تجنب هذا الخطأ
اختفاء أعراض الحساسية لا يعني عدم استكمال كورس العلاج، لذا شددت شيحة على ضرورة الالتزام بتناول أمصال الحساسية طوال المدة المحددة لكورس العلاج حتى إذا اختفت أعراض الحساسية، لأن التوقف عن استخدامها قبل انتهاء المدة المحددة خطأ قد يؤدي إلى ظهور الأعراض مرة أخرى كما لو كان المريض لم يأخذ المصل من الأساس.
اقرأ أيضا: كيف يتعامل مريض حساسية الأنف مع نزلة البرد؟
فيديو قد يعجبك: