أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا لا يتبع البشر موسم تزاوج كباقي الكائنات؟

07:33 م الثلاثاء 02 يناير 2018

كتبت: مي محمد

تتميز الحيوانات بتحديد مواسم للتزاوج فيما بينها في فترات يتوفر خلالها الغذاء والخصوبة وضوء الشمس.. ولكن ماذا عن الإنسان؟ 

تقول الكاتبة والباحثة دومينيك كلارك، إنه لا يوجد مواسم للتزاوج بين البشر لأنهم يمارسون الجنس طوال العام بدلًا من ادخاره لوقت محدد، كما أن البشر يرغبون دائمًا في الاتصال ببعضهم البعض، ومن ثَم يسعون دائمًا للارتباط، ليس بغرض الإنجاب خلال موسم بعينه، ولكن يأتي هذا نتيجة تزايد الرغبة في العلاقة الحميمة. 

ويُصنف الإنسان بيولوجيًا على أنه مربي دائم بإمكانه التزاوج على مدار العام، ولكن المربين الموسميين كالدب والسنجاب تتغير لديهم الخصوبة والنشاط الجنسي مع الأوقات المختلفة بالعام.

وتعاني إناث المربين الموسميين مما يُعرف بالدورة الهرمونية المصاحبة لموسم التزاوج والتي تحدث خلال فترات محددة طوال العام، وتتسبب في التغيرات الفسيولوجية والسلوكية، ما يساعد على زيادة النشاط الجنسي لديها، وفى حالة عدم حدوث حمل يُعاد امتصاص بطانة الرحم، بينما تحيض الإناث وتبيض عند سن الإنجاب لإسقاط بطانة الرحم إذا لم يتم التخصيب.

وتقول الدكتورة جاكيلين برايم، الباحثة في شئون قرود الغيبون، أن التشابه في أنماط المغازلة بين البشر وغيرهم من الرئيسيات (رتبة من طائفة الثدييات) ينبع من أصول الأخلاقيات الاجتماعية المشتركة. 

وتضيف أننا مخلوقات اجتماعية تعتمد في الأساس على أفراد الجماعة للبقاء على قيد الحياة والنجاح في الإنجاب، ما يشير لضرورة التعامل الحسن بين بعضنا البعض، لذلك فالتواصل بالصوت أو بالملمس يساعد على تقوية العلاقات بين الأفراد، ومع ذلك فلا يعد هذا سببًا للاختلاف بين الإنسان وباقي الكائنات الحية، ولكنه يختلف قليلًا في نمط وأسلوب الحياة. 

ولا يزال الإنسان يفكر في مصطلح موسم التزاوج كأنه مزحة، علمًا بأن القليل يدرك معناه، وتوجد قبيلة بدوية تسمى «توركانا» بشمال غرب كينيا، تنجب أكثر من نصف مواليدها في فصل الربيع، أي في الفترة ما بين شهر مارس ويونيو.

ويوضح الخبراء أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة للظروف البيئية القاسية حينما يتدفق الغذاء بكثرة في تلك الفترة، ما يساعد على زيادة معدلات الحمل، فضلًا عن كونها أعلى فترات استهلاك الطعام، فقد تتأثر مواسم تزاوج البشر بعوامل مختلفة متغيره تبعًا للظروف الاجتماعية والبيئية. 

وطبقًا لما ورد في الدراسة التي نُشرت بمجلة «رتم الإنجاب»، فعند شروق الشمس على مدار 12 ساعة وبقاء درجة الحرارة ما بين 10 إلى 21 درجة مئوية، تكون النساء أكثر عرضة للتبويض، كما هو الحال عند الرجال، حيث تزيد لديهم القدرة على إنتاج أكبر عدد من الحيوانات المنوية.

وتشير النتائج التي نُشرت بمجلة التكاثر البشري إلى أن النساء المتزوجات المتعلمات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و34 عامًا في جمهورية التشيك، لديهن روابط موسمية قوية بالتكاثر، ويزيد معدل الإنجاب لديهن في فصل الربيع.

وفي نفس الوقت كانت النساء اللاتي يبلغن أقل من 19 عامًا أو أكبر من 35 عامًا، غير المتزوجات ذوات مستويات تعليم منخفضة، هم الأكثر عرضة للإنجاب خلال فترات مختلفة في العام.

وتقول الدكتورة أنجولا مايا بايز، خبيرة العلاقات المتخصصة في علم النفس الاجتماعي: نحن غالبًا ما نفقد الشعور بحاجتنا لشيء ما، ومع ذلك نعمل على الاحتفاظ به، ومثال على ذلك يجادل بعض العلماء حول إصبع القدم الصغير على أنه في طريقه للاختفاء، وفى حقيقية الأمر أن البشر يتطورون على مدار الوقت لإنجاب أطفال طوال العام تقريبًا وهو الهدف الأسمى للنشوء من خلال الممارسة الجنسية، ومع ذلك فإن قدرًا غير متناسب من البشر يولدون في الصيف، ما يشير إلى التوقيت الذي يتم فيه تزاوج الكثير من الأشخاص، وقد تكون أهداف البشر غير واضحة كباقي الرئيسيات ولكنها موجودة عند النظر بشكل أدق للمسألة.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية