فوبيا الألم.. عندما يتحول الخوف لاضطراب نفسي
كتب - محمد عماد
فوبيا الألم، أو ما يُعرف بـ"ألودينوفوبيا" (Algophobia)، هى حالة نفسية تتمثل في الخوف المفرط وغير المنطقي من الشعور بالألم، ورغم أن الخوف من الألم رد فعل طبيعي لدى الإنسان، إلا أن هذا الخوف يتحول إلى فوبيا عندما يصبح معيقًا للحياة اليومية، ويؤثر بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية والنشاطات الروتينية للشخص.
وفي التقرير التالي، يستعرض موقع "الكونسلتو" علامات فوبيا الألم وأعراضها وأسبابها وفقًا لموقع "Cleveland Clinic".
علامات فوبيا الألم
تظهر علامات فوبيا الألم بشكل واضح في تصرفات الأشخاص المصابين بها، حيث يسيطر الخوف المبالغ فيه من الألم على حياتهم. من أبرز العلامات:
تجنب الأنشطة البدنية: يميل المصابون إلى تجنب أي أنشطة قد تؤدي إلى إصابات أو آلام، حتى لو كانت تلك الأنشطة بسيطة مثل ممارسة الرياضة.
القلق المستمر: يشعر الشخص بقلق دائم حيال احتمالية التعرض للألم، وقد يصل هذا القلق إلى حد التفكير المفرط أو الوسواس.
الإفراط في الحذر: قد يظهر المصاب سلوكًا مبالغًا فيه في الحذر عند التعامل مع أي مواقف قد تسبب الألم، مثل زيارة الطبيب أو إجراء الفحوصات الطبية.
ردود فعل جسدية ونفسية: تشمل تسارع ضربات القلب، التعرق الزائد، وصعوبة التنفس عند التفكير أو التعرض لموقف يرتبط بالألم.
أعراض فوبيا الألم
تتفاوت أعراض فوبيا الألم بين الأعراض الجسدية والنفسية، وقد تشمل:
أعراض جسدية: مثل التوتر العضلي، الصداع، الغثيان، أو آلام في المعدة.
أعراض نفسية: القلق المفرط، نوبات الهلع، الأرق، أو الانسحاب الاجتماعي.
أعراض سلوكية: الامتناع عن زيارة الأطباء أو رفض تلقي أي إجراءات علاجية، حتى لو كانت ضرورية.
أسباب فوبيا الألم
يرتبط تطور فوبيا الألم بعدة عوامل نفسية وبيئية وجينية. من أبرز الأسباب:
التجارب المؤلمة السابقة: التعرض لتجربة مؤلمة في الماضي، مثل حادث أو إجراء طبي مؤلم، قد يزرع خوفًا دائمًا لدى الشخص.
التأثيرات النفسية: القلق المزمن أو الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب قد يزيدان من احتمالية تطور فوبيا الألم.
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي من اضطرابات القلق أو الفوبيا قد يرفع خطر الإصابة بفوبيا الألم.
البيئة المحيطة: التعرض لمواقف اجتماعية تُعزز الخوف من الألم، مثل مشاهدة شخص آخر يتألم، قد يكون له دور في تطور الفوبيا.
كيف يمكن التعامل مع فوبيا الألم؟
يُوصي الأطباء والمتخصصون في الصحة النفسية بضرورة التعامل مع فوبيا الألم من خلال العلاج النفسي الذي يشمل جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد المصابين على تغيير أنماط تفكيرهم تجاه الألم. في بعض الحالات، قد تُستخدم الأدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب لتخفيف الأعراض المصاحبة للفوبيا.
فيديو قد يعجبك: