4 إجراءات تخلصك من الشعور بالذنب
أسماء أبو بكر
«ضميري واجعني»، «احساسي بالذنب هيموتني».. جمل كثيرة غالبًا ما يرددها البعض عند الشعور بتأنيب الضمير، ليسيطر الشعور بالذنب.. وحتى لا يعرقل هذا الشعور حياتك، نقدم بعض الخطوات التي تساعد في التخلص منه.
ما هو الشعور بالذنب؟
وفقا لعلم النفس فالشعور بالذنب حالة انفعالية تتضمن مشاعر مؤلمة نابعة من ضمير الفرد لارتكابه فعلًا أو حدثًا يعكس عليه أسفًا عميقًا، وهو شعور غير مريح مرتبط بالخوف من جرح مشاعر الآخرين.
الدكتور سمير عبد الفتاح، أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس، يقول إن شعور الشخص بالذنب لا يكون تجاه الآخرين فقط، بل تجاه نفسه وأفكاره أيضًا، موضحًا أن شعوره بالذنب يكون بسبب أنه أخطأ في حق صديق أو قريب أو أي شخص آخر، أو لاكتشافه أن الأفكار التي كان يعتنقها خاطئة وبالتالي يلوم نفسه لاعتناقها من البداية.
هل يؤدي لمشاكل نفسية أخرى؟
الشعور بالذنب الزائد يمكن أن يؤدي لمشاكل نفسية أخرى كالحزن، والقلق، والعزلة، هذا ما يؤكده أستاذ علم النفس، مشترطًا أن يكون هذا الشخص لديه استعداد وراثي للإصابة بها أو أن تكون البيئة المحيطة به غير داعمة له وتحمله مزيد من الضغوط.
ويوضح الدكتور توفيق ناروز، استشاري الطب النفسي وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أن تأنيب الضمير والشعور بالذنب يزيد بدرجة كبيرة في بعض الأمراض النفسية، ويمكن أن يصل إلى حد الضلالات في مرضى الاكتئاب، كأن يشعر المريض بالذنب تجاه شيء بسيط في الماضي، فربما يشعر بالذنب لأنه لم يحضر هدية عيد الأم من عشرين سنة مثلًا، وفي هذه الحالة يكون الشعور بالذنب مرضي وليس طبيعي.
كيف تتخلص منه؟
الشعور بالذنب لدرجة كبيرة ربما يعرقل حياة من يعاني منه بسبب كثرة التفكير وتأنيب نفسه دومًا، بل قد يدفعه إلى التفكير في إيذاءها كنوع من العقاب، لذلك يوصي الدكتور سمير عبد الفتاح بضرورة التخلص منه باتباع النصائح التالية:
1- اشغل نفسك
شارك في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، ومارس هوايتك حتى تشغل تفكيرك بعيدًا عن الموقف أو الحدث الذي يُشعرك بتأنيب الضمير ويجعل الشعور بالذنب يسيطر عليك.
2- تحدث مع شخص مقرب
حاول التحدث مع صديق أو شخص مقرب لك عما تشعر به، فيعتبر ذلك نوع من التنفيس يساعدك في التقليل من حدة الشعور بالذنب لأن الكتمان يزيد من سيطرته عليك.
3- ابتعد عن هؤلاء
المحيطون بك إذا لم يكونوا داعمين لك فمن المؤكد أن حدة الشعور بالذنب ستزداد عندما تستمع لكثير من اللوم عما فعلته أو أخطأت فيه، لذلك عليك الابتعاد عن الأشخاص كثيري اللوم.
4- استعن بمعالج نفسي
الشعور بالذنب قد يصاحبه تفكير لساعات طويلة لدرجة تعرقل نشاطات حياتك الأخرى أو تجعلك تعاني من الأرق، ففي هذه الحالة ينصح «عبد الفتاح» بضرورة الذهاب لمعالج نفسي، مشيرًا إلى أنه من الأفضل ألا يتم اللجوء لطبيب نفسي بل معالج نفسي، لأن هذه الحالة لا تحتاج لعلاج دوائي.
أما إذا كان الشعور بالذنب مرضي ومصاحب للاكتئاب، ففي ه1ه الحالة يوضح «ناروز» أنه يتم الاعتماد على العلاج الدوائي بجانب العلاج المعرفي السلوكي وتصحيح الأفكار السلبية والشعور بالذنب المرضي غير المبرر، فضلًا عن ضرورة التخلص من الضغوط والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المريض.
فيديو قد يعجبك: