كيف تؤدي قلة شرب المياه إلى الوفاة؟
وكالات
يؤدي شرب المياه بوفرة إلى الحفاظ على الجسم رطبًا، وهو أمر مهم لوظائف الجسم اليومية، مثل تنظيم درجة الحرارة والحفاظ على صحة الجلد.
لكن شرب كميات كافية من الماء يرتبط أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وانخفاض خطر الوفاة المبكرة، حسبما نشر موقع "سي إن إن عربية".
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن "الترطيب المناسب قد يبطئ من الشيخوخة ويطيل من الحياة الخالية من الأمراض"، حسبما أوضحته مؤلفة الدراسة ناتاليا ديميتريفا، وهي باحثة في مختبر الطب التجديدي للقلب والأوعية الدموية بالمعاهد الوطنية للصحة، في بيان صحفي.
وتبين أن تقييد الماء مدى الحياة إلى زيادة الصوديوم في دم فئران التجارب بمقدار 5 ملي مول لكل لتر وقصّر فترة حياتها بمقدار ستة أشهر، وهو ما يعادل حوالي 15 عامًا من عمر الإنسان، وفقًا للدراسة الجديدة.
وباستخدام البيانات الصحية التي جُمعت على مدار 30 عامًا، وضمت 11،255 من البالغين من البشرة السوداء والبيضاء في دراسة عن مخاطر تصلب الشرايين بالمجتمعات، وجد فريق البحث أن البالغين الذين لديهم مستويات صوديوم أعلى من النطاق الطبيعي - وتتراوح بين 135 و146 ملي مكافئ لكل لتر - كانوا أكثر عرضة لنتائج صحية أسوأ مقارنة بالبالغين الذين لديهم مستويات صوديوم أدنى.
وبدأت عملية جمع البيانات في عام 1987، عندما كان المشاركون في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، وكان متوسط عمر المشاركين في التقييم النهائي خلال فترة الدراسة 76 عامًا.
وكان لدى البالغين الذين تزيد مستويات الصوديوم لديهم عن 142 ملي مكافئ / لتر احتمالات أكبر بنسبة 10 إلى 15% ليكونوا أكبر سنًا بيولوجيًا من عمرهم الزمني، مقارنة بالمشاركين بمستويات الصوديوم في النطاق بين 137 إلى 142 ملي مكافئ / لتر.
كما أن المشاركين الذين لديهم مخاطر تقدّم في السن أسرع كانوا أكثر عرضة بنسبة 64% للإصابة بأمراض مزمنة، مثل: قصور القلب، والسكتة الدماغية، والرجفان الأذيني، وأمراض الشرايين الطرفية، وأمراض الرئة المزمنة، والسكري، والخرف.
وارتبط الأشخاص الذين تزيد مستويات الصوديوم لديهم عن 144 ملي مكافئ / لتر بخطر أكبر بنسبة 50% حتى يكونوا أكبر سناً من الناحية البيولوجية، وزيادة خطر الوفاة المبكرة لديهم بنسبة 21%.
كيف تؤدي قلة شرب المياه إلى الوفاة؟
لا يستوفي حوالي نصف الأشخاص في جميع أنحاء العالم التوصيات المتعلقة بإجمالي كمية المياه اليومية، وفقًا لما ذكرته العديد من الدراسات التي استشهد بها مؤلفو البحث الجديد.
وقالت ديميترييفا في بيان صحفي: "على المستوى العالمي، يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير".
وأوضحت أن "انخفاض محتوى الماء في الجسم يُعد العامل الأكثر شيوعًا الذي يؤدي إلى زيادة الصوديوم في الدم، وهذا هو السبب في أن النتائج تشير إلى أن الحفاظ على رطوبة الجسم جيدًا قد يبطئ من عملية الشيخوخة ويمنع أو يؤخر الأمراض المزمنة".
وتتأثر مستويات الصوديوم في الدم بشرب السوائل مثل الماء وغيره، بالإضافة إلى الفاكهة، والخضار التي يتركز فيها الماء بشكل كبير.
ويشكل الماء أكثر من 50% من الجسم، ويُعد ضروريًا أيضًا لوظائف متعددة، بما في ذلك هضم الطعام، وعمل الهرمونات والناقلات العصبية، وتوصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وفقًا لما ذكرته عيادة كليفلاند.
وتوصي الأكاديمية الوطنية للطب النساء باستهلاك 2.7 لتر من السوائل يوميًا، والرجال باستهلاك 3.7 لتر يوميًا. وتشمل هذه التوصية جميع السوائل والأطعمة الغنية بالماء مثل الفاكهة، والخضار، والحساء.
ونظرًا لأن متوسط نسبة تناول الماء من السوائل والأطعمة يبلغ حوالي 80:20، فإن هذا يعادل الكمية اليومية من 9 أكواب للنساء و12 كوبًا للرجال.
ويجب على الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية التحدث مع طبيبهم حول كمية السوائل المناسبة لهم
فيديو قد يعجبك: