«باروسميا».. روائح كريهة في أنف المتعافين من كورونا
كتبت- ندى سامي:
الإصابة بفيروس كورونا لم تكن الحلقة الأصعب على بعض المرضى الذين داهمتهم تغيرات في حاسة الشم، فتغيرت رائحة الطعام والشراب وحتى العطور إلى روائح كريهة تهاجم الأنوف، وتعرف تلك الحالة بـ"الباروسميا" وهو اضطراب في حاسة الشم يحدث عند الإصابة بعدوى فيروسية شديدة أو عدد من العوامل الأخرى.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي أسباب وأعراض الباروسميا، وكذلك أبرز المضاعفات، وفقًا لـ "Medical news today".
تحدث الباروسميا عندما لا تكتشف خلايا مستقبلات الرائحة في الأنف، والتي تسمى -الخلايا العصبية الحسية الشمية- الروائح وترجمتها إلى العقل بالطريقة الصحيحة عادة ما تكون الرائحة كريهة أو حتى مقززة، يعد الباروسميا شائعًا بعد الإصابة بعدوى فيروسية.
أسباب الباروسميا
هناك عدة أشياء قد تسبب باروسميا، يمكن أن تشمل:
-التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد.
- إصابة بالرأس.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- بعض السموم والمخدرات.
- نوبات في جزء من الدماغ يسمى الفص الصدغي.
- أورام الدماغ.
- كوفيد 19.
- جفاف الفم المستمر.
اقرأ أيضًا: متعافون من كورونا يروون لـ«الكونسلتو» حكايات فقدان الشم والتذوق.. روائح كريهة تطاردنا
باروسميا بعد كوفيد 19
يعد الفقدان التام للرائحة والتذوق من الأعراض المميزة لفيروس كورونا، تقول إحدى الدراسات إنه يحدث لـ 25% على الأقل من الأشخاص الذين يصابون بسارس كوف 2، وهو الفيروس التاجي المسبب لكوفيد.
يجد معظم الأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة الشم تمامًا عند الإصابة بفيروس كوونا أن حواسهم تعود إلى طبيعتها بمرور الوقت، ولكن يمكن أن تستمر المشكلات لدى عدد قليل من الأشخاص، أو قد يكون لديهم شعور متغير في حاسة التذوق والشم لأسابيع أو شهور بعد الإصابة.
أبلغ ما يقرب من نصف الأشخاص المصابين بفيروس كورونا الذين شاركوا في إحدى الدراسات عن الإصابة بالباروسميا بعد حوالي شهرين ونصف من الإصابة الأولية، واستمرت لمدة 6 أشهر على الأقل وفقًا للبعض، كانت الرائحة كريهة أو تشبه للحم المتعفن.
وجدت دراسة دولية أخرى أن 7% من الأشخاص أبلغوا عن حاسة شم مشوهة بعد الإصابة بكوفيد لكن الخبراء يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من المعلومات ودراسات أكبر لفهم كيفية تأثير المرض على حاسة الشم والذوق بشكل أفضل.
قد يهمك: كيف يمكن استعادة الشم والتذوق بعد التعافي من كورونا؟.. أطباء يجيبون
مضاعفات الباروسميا
تلعب الحواس دورًا كبيرًا في الحياة اليومية، غالبًا ما تحسن الروائح الجيدة من المزاج وتجلب السعادة، على الجانب الآخر، يمكن أن يكون لحاسة الشم المشوهة تأثير كبير على نوعية الحياة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل:
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الاكتئاب.
-عندما لا يمكن الاعتماد على حاسة الشم فقد يتعرض الشخص المصاب لخطر تناول طعام فاسد، أو تسرب الغاز، أو اختراق الطعام مما قد يعرض حياتهم للخطر.
تشخيص وعلاج الباروسميا
لا يوجد اختبار قياسي لتشخيص الباروسميا، ولكن يمكن استخدام Sniffin Sticks وهو اختبار لتقييم الأداء الشمي للتحقق من مدى اكتشاف الشخص للروائح اليومية لمعرفة ما إذا كان نظام الشم و الأعضاء الكامنة وراء حاسة الشم تعمل كما ينبغي، سيجري الطبيب أيضًا فحصًا جسديًا ويسأل عن التاريخ الطبي للتحقق من المشكلات الأساسية الخطيرة مثل أورام المخ.
قد يحاول الطبيب استبعاد حالة مماثلة تسمى الهلوسة الشمية والتي غالبًا ما تنتج عن التعرض لإصابة بالرأس، قد يوصي أيضًا بمراجعة أخصائي لاستبعاد تلف الأعصاب أو إصابات الرأس، يمكن أن يشمل ذلك:
-أخصائيو الأنف والأذن والحنجرة، والمتخصصون في أمراض الأذن والأنف والحنجرة.
- أطباء الأعصاب، الذين يركزون على الحالات المتعلقة بالدماغ والجهاز العصبي.
- أخصائيو الحساسية، الذين يتعاملون مع الحساسية والقضايا ذات الصلة.
قد يصف الطبيب دواءً لعلاج الباروسميا، لقد وجدت الدراسات أن هذه الأدوية قد تخفف الأعراض، إذا لم تنجح الأدوية فقد يخضع المصاب لعملية جراحية لإزالة المستقبلات الحسية التالفة أي الغشاء المخاطي لحاسة الشم في تجويف الأنف، ولكن نظرًا لأنه إجراء معقد ينطوي على مخاطر كبيرة يوصي الأطباء بالجراحة فقط إذا لزم الأمر.
فيديو قد يعجبك: