لهذه الأسباب لن تفلح "مناعة القطيع" في القضاء على فيروس كورونا
كتبت- ندى سامي:
تاريخ الأوبئة قديم الأمد، فهناك الكثير من التجارب والأفكار التي تم تطبيقها مع الكثير من الأمراض المعدية التي تفشت في بلدان العالم سابقًا، فهناك ما يعرف بسياسة مناعة القطيع التي لاقت قبولًا ونجاحًا في حالات معينة من الأمراض، ولكن قد يختلف الأمر مع كوفيد 19 الفيروس المتحور المستجد الذي اجتاح العالم في وقت قصير وسجل أعداد وفيات مرتفعة مقارنة بغيره من الأمراض المعدية.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي، ما هي سياسة مناعة القطيع، وهل يمكن استخدامها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفقًا لـ "Health line"
اقترح بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة وبعض القادة اتباع مناعة القطيع اعتقادًا أنها قد تكون طريقة جيدة لوقف أو السيطرة على انتشار الفيروس التاجي الجديد، وتعرف أيضًا بالحصانة المجتمعية وحماية المجموعات، وتحدث مناعة القطيع عندما يصبح الكثير من الناس في المجتمع محصنين ضد الأمراض المعدية التي تمنع المرض من الانتشار ولكنها لم تجدي خاصة بعد تفشى الفيروس وتسجيل إصابات تجاوزت 3 مليون وحصد أرواح الآلاف، وهو ما جعل بريطانيا تتراجع عنه.
يمكن أن تحدث مناعة القطيع بطريقتين:
- يصاب العديد من الأشخاص بالمرض وفي الوقت المناسب يبنون استجابة مناعية طبيعية ضده، وقد يكون ذلك معارض للتباعد الاجتماعي أي عدم عزل الناس والسماح للمرض بالانتشار.
- ويمكن تطبيق مناعة القطيع عن طريق تطعيم العديد من الناس ضد المرض لتقوية المناعة ضده.
عندما تصبح نسبة كبيرة من السكان محصنة ضد المرض، فإن انتشار هذا المرض يتباطأ أو يتوقف، تنتشر العديد من الالتهابات الفيروسية والبكتيرية من شخص لآخر، ولكن تنكسر هذه السلسلة عندما لا يصاب معظم الناس بالعدوى أو ينقلونها.
اقرأ أيضًا: اتبعته بريطانيا في مواجهة كورونا.. ما المقصود بمناعة القطيع؟
مناعة القطيع وفيروس كورونا المستجد
نجحت تجربة مناعة القطيع في مواجهة عدد من الأمراض المعدية مثل انفلونزا الخنازير عندما طبقتها العديد من دول العالم، ولكن قد لا يفلح الأمر مع فيروس كورونا المستجد لعدد من الاعتبارات الهامة، ومنها ما يلي:
-التطعيمات الوقائية هي الطريقة الفعالة لتطبيق نظرية مناعة القطيع، وإلى الآن لم يتم العثور على تطعيم يقي من الإصابة بكوفيد 19.
- لا يوجد حتى الآن علاج مناسب وفعال يقضي على فيروس كورونا المستجد، وعند ترك العدوى تتفشى لا يمكن علاج تلك الحالات مما يتسبب في تفاقم الأزمة.
- لازال العلماء يحاولون اكتشاف ماهية ذلك الفيروس التاجي، وبمرور الأيام يتم استنتاج الكثير من الأعراض والمضاعفات الخطيرة.
- عند تطبيق سياسة مناعة القطيع قد يعرض ذلك الفئات أصحاب المناعة الضعيفة مثل كبار السن والأطفال والحوامل للخطر، وذلك في ظل عدم التعرف على علاج مناسب أو اكتشاف مصل وقائي.
- إذا تم تطبيق ذلك مع فيروس كورونا سوف تعجز المستشفيات والأنظمة الصحية في رعاية أعداد المرضى المتزايدة.
- تسجيل عدد كبير من الوفيات حول العالم وتضاعف الأرقام بشكل سريع يجعل سياسة مناعة القطيع غير مناسب تطبيقها.
قد يهمك: في ظل تفشي كورونا.. هل تعرض الطفل للفيروس يحميه؟
طرق الوقاية الفعالة
وحتى الآن توصل العلماء لمجموعة من القواعد البسيطة والوحيدة التي قد تقي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقًا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومن أبرز تلك الطرق ما يلي:
-غسل اليدين جيدًا بالماء الجاري والصابون لمدة 20 ثانية.
- تجنب الخروج من المنزل والتواجد في التجمعات.
- تجنب وضع اليدين على الوجه، ولمس العين والأنف والفم.
- تطهير الأسطح وتعقيمها بشكل جيد وبصفة دورية بواسطة المعقمات التي تحتوي على 70 % كحول أو بواسطة الكلور المخفف بتركيز 0.05 .
- الحصول على عدد ساعات نوم كافية بشكل يومي.
- الابتعاد عن الضغط النفسي والتوتر.
قد يهمك أيضًا: هل نجحت السويد في تطبيق "مناعة القطيع" لمواجهة كورونا؟
فيديو قد يعجبك: