فقدان الصوت من تبعات "ضيق القصبة الهوائية".. هكذا يُعالج

كتبت- أسماء أبو بكر

«القصبة الهوائية».. أنبوب يسمح بمرور الهواء إلى الرئة، وبالتالي حدوث ضيق فيه يصاحبه بالضرورة صعوبة في التنفس، وربما يصعب على المريض أداء الأنشطة اليومية البسيطة، بل من الممكن أن تزداد حدة المضاعفات لتصل إلى احتمالية الوفاة.

فما أسباب ضيق القصبة الهوائية وما الوسائل العلاجية التي يمكن اتباعها؟

أسباب رئيسة

ضيق القصبة الهوائية له أكثر من سبب، يوضح الدكتور وليد أبو عرب، أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أنه قد يرجع في بعض الحالات إلى عيوب خلقية منذ الولادة، أو بسبب حدوث التهابات مزمنة أو الإصابة بأورام ضاغطة على القصبة الهوائية.

يوضح الدكتور أحمد مصطفى، أستاذ جراحة الصدر بكلية الطب جامعة عين شمس، أن ضيق القصبة الهوائية يمكن تقسيمه لضيق حميد وآخر خبيث، ومن ضمن الأسباب الرئيسة للنوع الحميد استخدام جهاز التنفس الصناعي لفترة طويلة لأي سبب أو مشكلة صحية أخرى، ويسبب أنبوب التنفس الذي يمتد من الجهاز للقصبة الهوائية التهابًا شديدًا فيها، ما يؤدي لحدوث ضيق بمرور الوقت في جزء منها.

يضيف أستاذ جراحة الصدر أن هناك ضيق القصبة الهوائية الحميد غير معروف السبب، غالبًا يصيب السيدات في منتصف العمر، مستطردًا أن ضيق القصبة الهوائية الخبيث يرجع في الغالب إلى الأورام الأولية: أي يكون الورم في نسيج القصبة الهوائية نفسها، أو الأورام الثانوية، يحدث نتيجة وجود أورام في أماكن أخرى بالجسم لكنها تشكل ضغطًا على القصبة الهوائية، كأورام الغدة الدرقية أو الليمفاوية أو المريء.

أعراض ومضاعفات

ضيق التنفس يعتبر العرض الرئيس لضيق القصبة الهوائية، ويشير «أبو عرب» إلى أن المريض يمكن أن يعاني من عدم القدرة على أداء النشاط البدني، وربما يحتاج لأخذ أكسجين باستمرار، مشيرًا إلى أن المريض ربما يعاني من صعوبة شديدة في التنفس في أثناء النوم قد تصل إلى الاختناق في الحالات المتقدمة التي يكون فيها الضيق شديدًا.

يوضح «مصطفى» أن فقدان الصوت بشكل تدريجي حتى يفقده المريض تمامًا من ضمن المضاعفات التي يعاني منها المصاب بضيق القصبة الهوائية.

متى يستدعي التدخل الجراحي؟

وفقًا لـ«أبو عرب» فإن علاج ضيق القصبة الهوائية يختلف من حالة لأخرى، فبعض الحالات تستدعي عمل توسيع أو تركيب دعامة، وبعضها الآخر يستلزم التدخل الجراحي، لكن يحكم ذلك عدة عوامل، كسن المريض وما إذا كانت صحته العامة تحتمل إجراء جراحة أم لا، مكان الضيق في القصبة الهوائية (علوي أم سفلي)، مضيفًا أن الضيق الناتج عن أورام غالبًا ما يستدعي التدخل الجراحي أو إذا كان الضيق في جزء صغير من القصبة الهوائية.

يرى «مصطفى» أن الجراحة تعتبر أحدث الوسائل العلاجية لضيق القصبة الهوائية، موضحًا أنها تعتمد على استئصال الجزء الضيق والمتليف في القصبة الهوائية ثم توصيل الأطراف العلوية والسفلية السليمة ببعضها، مشيرًا إلى أن بعض الحالات، كوجود ضيق ولين في القصبة الهوائية أي يوجد أكثر من مكان متضرر فيها، تستدعي أخذ غضاريف من الضلوع من منطقة أخرى في الجسم لترقيع جزء من القصبة الهوائية وإعادة توصيله.