نقص الأكسجين في الدم.. الأسباب وطرق العلاج
كتبت - حسناء الشيمي
تلعب خلايا الدم الحمراء دورا كبيرا في حمل الأكسجين إلى الخلايا والأنسجة والعضلات لمدها بالطاقة اللازمة لها، ولكن هناك بعض الاختلالات تتسبب في افتقار تلك الخلايا إلى الاكسجين اللازم لإنتاج الطاقة، وبالتالي يتعرض الجسم للإرهاق والإعياء، فما سبب ذلك وكيف يمكن علاجه؟
أسباب نقص الأكسجين
أسباب نقص الأكسجين متعددة، فمنها متعلق بمشاكل في الرئة، وأخرى متعلقة بمشاكل في القلب، وثالثة متعلقة بالدم
- مشاكل الرئة:
من أبرز المشاكل المسببة لنقص الأكسجين في الدم هي مشاكل الرئة خاصة تضخم الرئة الناتج عن التدخين، أو استنشاق الهواء الملوث وتصاب الحويصلات الرئوية والأنسجة الرخوية التي تساعد على انقباض الرئة وتسهل عملية التنفس وتساعد على خروج ثاني أكسيد الكربون من الرئة، ما يؤدي إلى زيادة الغاز الأخير ونقص الاكسجين واحتباس الهواء في الدم.
وكذلك تليف الرئة الناتج عن إصابتها بالتهابات مزمنة حيث تتطور مسببة تلف بعض خلايا الرئة ما يؤدي إلى نقص تدفق الأكسجين المتجه لباقي أنحاء الجسم، وفقا لما أوضحه الدكتور عبد الباسط صالح، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بجامعة المنصورة.
اقرأ أيضا:أسباب متعددة لتضخم الرئة.. إليك طرق العلاج
- مشاكل القلب:
أشار الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم القلب بالمعهد القومي للقلب، إلى مشاكل القلب المتعلقة بنقص الأكسجين في الدم وقسمها إلى:
-
مرحلة الطفولة، وتحدث نتيجة وجود عيوب خلقية في القلب، كضيق الصمام الميترالي، أو ارتجاعه، أو الإصابة برباعي فالوب.
-
مرحلة الشباب، تحدث نتيجة الإصابة بالحمى الروماتيزمية خاصة إذا أثرت على عضلة القلب ما يؤثر على ضخ القلب للدم المؤكسج.
-
كبار السن، وفي الغالب يحدث نتيجة الإصابة ضعف عضلة القلب المسؤولة عن ضخ الدم المؤكسج إلى جميع أجزاء الجسم عبر الشرايين، وتوصيل الدم إلى جميع الأعضاء للقيام بوظائفها الحيوية، وكذلك فشل القلب الاحتقاني، أو ضيق أو ارتجاع الصمام الميترالي وأيضا قصور الشريان التاجي الذي يقوم بنقل الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلة القلب فيساعده على ضخ الدم لباقي أجزاء الجسم.
اقرأ أيضا:كيف تعالج ضعف عضلة القلب؟
- مشاكل الدم:
لفتت الدكتورة هالة أباظة، أستاذ أمراض الدم بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو الجمعية العالمية لأمراض الدم، إلى بعض مشاكل الدم المسببة لنقص الأكسجين وأبرزها المتعلقة بحالات من الهيموجلوبين توجد داخل كرات الدم الحمراء وتمسك بالأكسجين، وتسبب في عدم تحريره وهو ما يؤدي إلى نقص نسبته في الدم.
الأعراض
وعند نقص الأكسجين في الدم تفتقر كرات الدم الحمراء إلى الاكسجين اللازم لإنتاج الطاقة، وبالتالي تتعرض العضلات للإجهاد، ويشعر المصاب بعدة أعراض، بحسب أباظة، أبرزها:
-
الإرهاق والإعياء مع القيام بمجهود.
-
ألم في الصدر.
-
ضيق شديد في التنفس.
-
اضطراب ضربات القلب.
-
الإغماء في بعض الحالات الشديدة.
التشخيص
ويعتمد التشخيص على التعرف على التاريخ المرضي للمصاب للتعرف على السبب سواء متعلق بالرئة، أو بالقلب، أو بالدم مع متابعة الأعراض، فضلا عن الخضوع لأشعة على الصدر والرئة، والقلب، مع إجراء تحاليل لوظائف الرئة، وتحاليل للدم،وعمل تحليل "hplc" وهو فصل كهربائي لهيموجلوبين الدم.
العلاج
بما أننا أمام أسباب متعددة، فالعلاج يعتمد على تحديد السبب، فإذا كان متعلق بالرئة؛فالعلاج هنا يعتمد على الابتعاد عن مسبب تضخم الرئة أو تليفها، مع إعطاء أدوية موسعة للشعب الهوائية تقلل من احتباس الهواء الموجود في الرئة مع الاستعانة بجلسات تنفس صناعية، وأكد الدكتور هشام صلاح، أستاذ أمراض القلب، أن في بعض الحالات يتم التدخل بالمنظار لعمل توسيع للشعب الهوائية، أو إزالة الأنسجة التالفة لتساعد الرئة في الانقباض بشكل طبيعي.
وإذا كان متعلق بعيوب خلقية بالقلب،ففي الغالب تزال في السنوات الأولى، أو تحتاج إلى تدخل جراحي.
أما ضعف عضلة القلب فالعلاج يعتمد على تناول الأدوية التي تقوي عضلة القلب، أوقصور الشريان التاجي فالعلاج يعتمد على أدوية مهدئة للقصور بالإضافة إلى أدوية تقلل ضيق العضلات المتقلصة، وموسعة للشرايين.
أما ضيق أو ارتجاع الصمام الميترالي فالعلاج يتوقف على حسب الدرجة، فهناك حالات تستجيب للعلاج الدوائي، وأخرى تسجيب للجراحة، وفقا لما أكده الدكتور هشام صلاح، أستاذ أمراض القلب بطب قصر العينى، ورئيس شعبة تصلب الشرايين بجمعية القلب المصرية.
أما المشاكل المتعلقة بالدم، فالعلاج يعتمد على العلاج بالأكسجين وفقا للدكتورة هالة أباظة.
فيديو قد يعجبك: