السكري من النوع الثاني لدى البالغين- كل ما تريد معرفته عن المرض
كتب الكونسلتو
داء السكري من النوع الثاني هو حالة مزمنة تتسم بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الأنسولين أو نقص إفراز الأنسولين. في هذا النوع من السكري، تصبح خلايا الجسم أقل قدرة على الاستجابة للأنسولين الذي يساعد في نقل الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. ونتيجة لذلك، تتراكم مستويات السكر في الدم. داء السكري من النوع الثاني يُعد من الأمراض الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على صحة البالغين، خاصة في حال وجود عوامل مثل السمنة، قلة النشاط البدني، والتغذية غير الصحية. يمكن التحكم في المرض وتحسين الصحة العامة من خلال تغييرات في نمط الحياة، العلاج بالأدوية، والمتابعة المستمرة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين السكري من النوع الأول والثاني
أعراض السكري من النوع الثاني
في بداية داء السكري من النوع الثاني، قد لا تظهر أعراض واضحة. ومع تقدم الحالة، تبدأ الأعراض في الظهور. قد تشمل الأعراض الشائعة:
• العطش المستمر: يعاني المرضى من شعور بالعطش الشديد نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم.
• التبول المتكرر: نتيجة لارتفاع السكر في الدم، يقوم الجسم بإفراز كميات أكبر من البول.
• التعب والإرهاق: نقص قدرة الخلايا على استخدام السكر كمصدر للطاقة يؤدي إلى الشعور بالتعب المستمر.
• صعوبة في التئام الجروح: بسبب ضعف الدورة الدموية وتلف الأعصاب.
• الإحساس بالتنميل في الأطراف: نتيجة لمضاعفات السكري مثل تلف الأعصاب.
• ضبابية في الرؤية: بسبب التغيرات في مستوى السوائل في العين نتيجة لارتفاع السكر.
قد يهمك: أيهما أخطر السكري من النوع الأول أم الثاني؟
أسباب وعوامل الخطر السكري من النوع الثاني
تعد مقاومة الأنسولين السبب الرئيسي في داء السكري من النوع الثاني، حيث تصبح خلايا الجسم أقل قدرة على الاستجابة للأنسولين. بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة تشمل:
• السمنة: خاصةً السمنة في منطقة البطن التي تؤثر على قدرة الجسم في استخدام الأنسولين بشكل فعال.
• قلة النشاط البدني: يؤدي نقص الحركة إلى ضعف استجابة الجسم للأنسولين.
• التاريخ العائلي: إذا كان لديك أفراد من العائلة مصابين بداء السكري من النوع الثاني، فإن احتمالية إصابتك بالمرض تكون أعلى.
• السكري الحملي: النساء اللواتي أصبن بالسكري أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة به لاحقًا.
• التقدم في العمر: الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
• التغذية غير المتوازنة: النظام الغذائي الذي يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة والكربوهيدرات البسيطة قد يزيد من خطر الإصابة.
مضاعفات السكري من النوع الثاني
إذا لم يتم التحكم في داء السكري من النوع الثاني بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها:
• أمراض القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يتسبب ارتفاع السكر في الدم في تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
• الفشل الكلوي: السكر المرتفع لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في تلف الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
• مشاكل في الرؤية: يمكن أن يؤدي السكري إلى مشاكل في العين مثل اعتلال الشبكية، الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر.
• تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي): نتيجة لارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة، تتعرض الأعصاب للتلف، مما يؤدي إلى الإحساس بالتنميل والألم.
• أمراض الأوعية الدموية الطرفية: ضعف الدورة الدموية في الأطراف قد يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل تقرحات القدم التي قد تكون صعبة الشفاء.
قد يهمك أيضًا: السكري الكاذب.. كيف يمكن علاجه؟
طرق تشخيص السكري من النوع الثاني
يتم تشخيص داء السكري من النوع الثاني عبر مجموعة من الفحوصات، وتشمل:
• اختبار السكر في الدم: فحص مستويات السكر في الدم في حالة الصيام أو بعد تناول الطعام.
• اختبار الهيموغلوبين A1c: هذا الاختبار يقيس متوسط مستوى السكر في الدم على مدى 2-3 أشهر، ويساعد في تقييم مدى السيطرة على المرض.
• اختبار تحدي الجلوكوز الفموي: يتم من خلاله قياس مستويات السكر بعد تناول مشروب يحتوي على الجلوكوز، لمراقبة كيفية استجابة الجسم.
علاج السكري من النوع الثاني
علاج داء السكري من النوع الثاني يعتمد على مجموعة من العوامل، ويشمل:
• تغييرات في نمط الحياة:
o النظام الغذائي المتوازن: يجب على المرضى تناول وجبات تحتوي على نسبة عالية من الألياف، مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة، والحد من الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة.
o ممارسة الرياضة بانتظام: يُنصح بممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل 5 مرات في الأسبوع. الرياضة تساعد على تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
o التحكم في الوزن: فقدان الوزن يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم. حتى فقدان 5-10% من وزن الجسم يمكن أن يُحسن التحكم في السكري.
o الإقلاع عن التدخين: يعتبر التدخين من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالسكري.
• الأدوية:
o الميتفورمين: هو الدواء الأكثر شيوعًا في علاج داء السكري من النوع الثاني. يعمل على تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد وتحسين استجابة الجسم للأنسولين.
o أدوية أخرى: مثل أدوية التي تعمل على تحسين إفراز الأنسولين أو تساعد في تقليل امتصاص السكر من الطعام.
o الأنسولين: في بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين للتحكم في مستوى السكر في الدم.
• المراقبة المستمرة:
o يجب على المرضى مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم باستخدام أجهزة قياس السكر.
o من الضروري فحص ضغط الدم والكوليسترول بشكل دوري، حيث يرتبط ارتفاعهما بزيادة خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية.
o يجب إجراء فحوصات دورية للعين والقدمين للكشف المبكر عن أي مشاكل قد تنشأ نتيجة للسكري.
العلاجات البديلة للسكري من النوع الثاني
بعض العلاجات البديلة قد تساعد في إدارة داء السكري من النوع الثاني، منها:
• القرفة: تشير بعض الدراسات إلى أن القرفة قد تساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم.
• الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مضادات الأكسدة التي قد تساعد في تحسين مستويات السكر في الدم.
اقرأ أيضًا: مضاعفات السكري- حسام موافي يوضح طرق الوقاية منها
طرق الوقاية من السكري من النوع الثاني
رغم أن داء السكري من النوع الثاني لا يمكن الوقاية منه بشكل كامل في بعض الحالات، إلا أن هناك طرقًا لتقليل خطر الإصابة:
• الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد يعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين. الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من هذا الخطر.
• ممارسة النشاط البدني بانتظام: النشاط البدني يسهم في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
• التغذية السليمة: تناول الطعام المتوازن الغني بالألياف والفيتامينات يساعد على الوقاية من داء السكري.
• مراقبة مستويات السكر في الدم: للذين لديهم تاريخ عائلي مع السكري أو عرضة للإصابة، يمكن للمراقبة المنتظمة أن تساعد في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
فيديو قد يعجبك: