أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم.. هل يمكن القضاء عليه؟

10:25 ص الأحد 25 نوفمبر 2018

كتبت- أسماء أبو بكر

تُصاب نساء كثيرات بسرطان عنق الرحم، ووفقًالمنظمة الصحة العالمية فإنه يودي بحياة 270 ألف امرأة كل عام، ويقع أكثر من 85% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

في البلدان مرتفعة الدخل حدث انخفاضًا شديدًا في الإصابة بسرطان عنق الرحم خاصة مع تحسن البرامج المعنية بالوقاية من سرطانات المرأة، كما هو الحال في أستراليا التي تأخذ خطوات فعلية للقضاء نهائيًا على المرض.. لكن كيف نتعامل معه؟

الأسباب

ينتشر سرطان عنق الرحم بين النساء اللواتي يمارسن علاقات جنسية متعددة أو غير شرعية، وفقًا لما قاله الدكتور فاروق أحمد، أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، مؤكدًا أن ذلك لا يعتبر السبب الوحيد للإصابة بالمرض لكن يرجع في بعض الحالات إلى عدم العناية بالنظافة الشخصية أو التنظيف بعد العلاقة الزوجية، الأمر الذي يسبب التهابًا تزداد حدته مع الوقت وإذا وصل للمرحلة الثالثة ولم يعالج يتحول إلى سرطان.

أضاف أحمد، أن احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم تزداد بين مرضى السكر، لأن السكري يسبب حكة وعدوى ويضعف مناعة المهبل وفتحة المهبل، الأمر الذي يزيد من فرص حدوث التهابات في عنق الرحم التي قد تتحول مع الوقت إلى سرطان.

المسبب الرئيس لسرطان عنق الرحم هو العدوى المكتسبة جنسيًا بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وفقًا للدكتور مصطفى الصادق، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، الذي أوضح أن العلاقات الجنسية المتعددة خاصة في سن مبكرة تسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم ما يزيد من فرص الإصابة بالمرض.

أكد الصادق، أن العلاقات الجنسية ليست السبب الوحيد لسرطان عنق الرحم، ففي بعض الحالات يرتبط بالجينات والعوامل الوراثية، مشيرًا إلى أنه سرطان الرحم أكثر انتشارًا في مصر من سرطان عنق الرحم، فضلًا عن أن الثاني ينتشر في مصر أقل مقارنة بالدول الأجنبية.

أعراض مصاحبة

العرض الأساسي لسرطان عنق الرحم هو النزيف المهبلي بعد الجماع تحديدًا، ويمكن للمريضة يمكن أن تعاني من ألم في الحوض، والتأخر في العلاج يزيد من فرص انتشار المرض في الحوض ومن ثم يؤدي للوفاة.

ووفقًا للصادق، فمن الممكن أن تلاحظ المريضة خروج إفرازات غريبة، مضيفًا أنه ليس من الضروري الشعور بألم في بداية الإصابة، لكن في حالة زيادة حدة المرض لدرجة تؤدي إلى غلق عنق الرحم يمكن أن يسبب آلاما وفي المراحل المتقدمة يؤثر على الحالب في الناحيتين ومن ثم تتأثر الكلى، فضلا عن احتمالية وصول الورم لأماكن أخرى بالجسم كالكبد أو المخ أو غيره.

العلاج المبكر ضروري

علاج سرطان عنق الرحم يختلف حسب المرحلة التي تم اكتشافه فيها، أوضح أستاذ أمراض النساء، أن اكتشافه مبكرًا يساعد في علاجه جراحيًا ثم اللجوء للعلاج الإشعاعي، لكن في المرحلة المتقدمة في الغالب يتم الاعتماد على العلاج الإشعاعي فقط.

أكد أحمد، أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد بشكل أساسي على الإشعاع، خاصة في المراحل المتقدمة، حيث يتم وضع مادة مشعة في مهبل الرحم ثم يتم ازالتها بعد الشفاء، أو يتم أخذ جزء مخروطي من عنق الرحم (Conization) التي يوجد فيه السرطان الموضعي، لكن في حالة وجود سرطان حقيقي لابد من العلاج الإشعاعي ووضع مادة مشعة داخل الرحم والمهبل.

هل يمكن القضاء عليه؟

القضاء على سرطان عنق الرحم يستلزم أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة التي تتمثل في ضرورة التوعية بأهمية الفحص والمتابعة الدورية مع الطبيب لأخذ مسحة من عنق الرحم لفحصها والتأكد من وجود التهابات في عنق الرحم من عدمه، هذا ما ذكره أستاذ علاج الأورام.

تابع أحمد، أن سرطان عنق الرحم يبدأ بالتهاب وعندما يصل الالتهاب إلى الدرجة الثالثة يتحول إلى سرطان، لذلك الكشف الدوري والمبكر يسهم في اكتشاف وعلاج هذه الالتهابات قبل تحولها إلى سرطان.

اتفق الصادق في أن الوقاية من سرطان عنق الرحم ومن ثم القضاء عليه تستلزم التوعية بالمرض أولا وأهمية أخذ التطعيم الذي يقي منه وإجراء الفحص الدوري حتى في حالة عدم ظهور أي أعراض، لأنه في بداية الإصابة من الممكن ألا تظهر أعراض على المريضة ولا تعاني من نزيف بعد الجماع، موضحا ما يلي:

التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

الشائع لدى الكثيرين أن سرطان عنق الرحم لا تحدث الإصابة به إلا من خلال الاتصال الجنسي أو العلاقات الجنسية المتعددة، ومن ثم تخشى الفتيات من الحصول على التطعيم ضد المرض لارتباطه بسمعة سيئة، لذلك أوصى الصادق بضرورة أن تتولى الجهات المعنية التوعية بالمرض وأسبابه المختلفة وأهمية الوقاية منه في المدارس والجامعات والأماكن المختلفة.

أشار الصادق إلى أن التطيعم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المسبب الأساسي لسرطان عنق الرحم متوفر في مركز المصل واللقاح، وهو عبارة عن حقن في العضل تؤخذ ثلاث جرعات على مدى ستة أشهر، وذلك في سن 15 أو 16 عامًا.

الفحص الدوري

يساعد في ملاحظة أي تغيرات في عنق الرحم أو اكتشاف أي قرح من الممكن أن تؤدي إلى تغيرات في الخلايا تتحول مع الوقت لسرطان، لذلك من الضروري عمل مسحة عنق الرحم (Pap Smear) كل عام، خاصة للسيدات فوق 35 عامًا، للتأكد من عدم وجود أي تغيرات في الخلايا.

أوضح الصادق أنه في حالة ملاحظة أي تغيرات عند الكشف بالمنظار لابد من اللجوء إلى فحص أخر أو أخذ عينة من عنق الرحم لفحصها، مؤكدا أن الاكتشاف المبكر يسهل العلاج، فقد تحتاج المريضة إلى كي عنق الرحم أو استئصال جزء منه فقط.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية