ما أسباب تورم الذراع بعد علاج سرطان الثدي؟

كتبت- أسماء أبو بكر

بعض الوسائل العلاجية الدوائية أو الجراحية تسبب بعض الآثار الجانبية أو المضاعفات للمريض رغم فاعليتها في علاج المرض، كالعلاج الإشعاعي وبعض الجراحات التي يتم اللجوء لها لاستئصال سرطان الثدي والتي تؤدي إلى تورم الذراع أو ما يسمى بالوذمة الليمفاوية.

أسباب رئيسية

أي عملية جراحية ينتج عنها بعض المضاعفات، جزء منها يمكن تجنبه وجزء أخر يكون من الصعب تجنبه، وفقًا لما قاله الدكتور منير أبو العلا، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة، موضحًا أنه في بعض جراحات سرطان الثدي لا يتم استئصال الورم فقط بل يتم استئصال الغدد الليمفاوية تحت الإبط، الأمر الذي يؤدي إلى تورم الذراع في حوالي 8% من الحالات بعد الجراحة، نتيجة تخزين المياه فيه.

أضاف أبو العلا، أن العلاج الإشعاعي على الثدي والغدد الليمفاوية يؤدي إلى انسداد الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط، الأمر الذي يؤدي إلى تورم الذراع أيضًا، لذلك تزداد حدة هذا التورم في حالة اللجوء إلى العلاج الإشعاعي والجراحي في نفس الوقت.

في حالة الإصابة بالوذمة الليمفاوية تعاني المريضة من تورم كف اليد والذراع فضلا عن الشعور بثقل فيه نتيجة لتراكم السوائل وعدم القدرة على أداء الأعمال المنزلية باستخدام الذراع المتورم، وفقًا لما ذكره أستاذ جراحة الأورام.

هل يمكن تجنبه؟

أكد أبو العلا أن مهارة الجراح يمكن أن تُجنب المريضة احتمالية حدوث تورم في الذراع بعد الجراحة، مشيرًا إلى أن هناك إجراء حديث إلى حد ما يمكن اللجوء إليه قبل استئصال الغدد الليمفاوية لمعرفة ما إذا كانت مصابة بالسرطان أم لا، فإذا لم تكن مصابة لا يتم استئصالها وبالتالي نتجنب احتمالية تورم الذراع الناتج عن استئصال الغدد الليمفاوية.

العلاج الطبيعي مهم

أكدت الدكتورة ناهد الحسيني، استشاري العلاج الطبيعي، أن العلاج الطبيعي بعد الجراحة بفترة قصيرة يساعد في منع تورم الذراع وفي حالة حدوثه بالفعل يقلل من شدة التورم وبالتالي تتغلب المريضة على مشكلة صعوبة تحريك ذراعها.

تابعت الحسيني، أن التورم يحدث في الذراع الموجود ناحية الثدي المصاب الذي اُجريت فيه الجراحة أو تعرض للعلاج الإشعاعي، وهدف العلاج الطبيعي في هذه الحالة يكون تقوية عضلات الكتف والذراع بالكامل عن طريق التمرينات العلاجية ما يساعد في تقليل التورم.

بجانب التمرينات العلاجية، أشارت استشاري العلاج الطبيعي، إلى أن هناك أجهزة علاج طبيعي تعالج التورم، كجهاز الضغط الليمفاوي، هو يعتبر من الأجهزة والتقنيات الحديثة التي تساعد في علاج التورم أيًا كان سببه سواء الناتج عن جراحات سرطان الثدي أو حالات أخرى.

نصحت الحسيني، بضرورة رفع اليد إلى أعلى وتجنب إرخاء الذراع لأسفل، مع الحرص على ضرورة ممارسة تمرين بسيط كل ساعة يتمثل في رفع الذراع المتورم بالكامل مع ثني وفرد أصابع اليد، لأن ذلك من الوسائل المساعدة في تخفيف التورم قدر الإمكان.

اتفق أبو العلا في أن العلاج الطبيعي يساعد في تخفيف حدة تورم الذراع بجانب الالتزام بتعليمات الطبيب، مشيرًا إلى أنه في حالة زيادة التورم إلى حد كبير من الممكن اللجوء إلى الجراحة إلا أن نتائجها غير مرضية في الغالب.