تغيرات «مثيرة» تحدث للمسنين عند حقنهم بخلايا حديثي الولادة
حاتم صدقي
أعلن فريق من الباحثين بمعهد سيدار للقلب في لوس أنجلوس، أن حقن قلوب الفئران المسنة بخلايا جذعية مأخوذة من قلوب فئران حديثة الولادة، يجدد شبابها.
وأدى هذا العلاج لتحسين وظائف القلب وزيادة طاقتها على أداء النشاط البدني، وإعادة عقارب الساعة للوراء بالنسبة لعدة دلائل حيوية للشيخوخة.
وفي تقريرهم عن نتائج دراستهم التي نُشرت في المجلة الأوروبية للقلب، أوضح الباحثون ملاحظتهم أن أمراض القلب تزداد بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، فعلى سبيل المثل عندما يصاب القلب بالشيخوخة يصبح نسيجه أكثر صلابة، وأقل قدرة على الارتخاء، ما يزيد من مخاطر الإصابة بهبوط وفشل القلب.
وناقش الباحثون التغيرات الحادثة للقلب والمصاحبة لشيخوخة الإنسان، وأحد الملامح التي ذكروها، كان القصور المتزايد الذي يحدث مع انقسام خلايا شريط التوليمارات التي تحمي نهايات الكروموزومات.
ولشرح ذلك يذكر الباحثون أن تقليل طول التوليمارات يكون مرتبطًا بعدد من المشاكل الصحية التي يعاني منها القلب والناشئة مع التقدم في العمر، مثل فشل وظائف القلب.
وأبدت بعض الاستراتيجيات المجددة لشباب القلب نتائج واعدة، ومن ذلك الحقن بخلايا دم مأخوذ من حيوانات حديثة الولادة، وإعادة برمجة الخلايا.
وتمهيدًا لإجراء الأبحاث، حصل الباحثون على خلايا جذعية مأخوذة من قلوب فئران حديثة الولادة، وهي من الخلايا المناعية، ليتم حقنها في قلوب فئران كبيرة السن حوالي عامين.
وتتميز هذه الخلايا المناعية بقدرتها على النضج والتحول إلى أي من الأنواع الثلاثة الأساسية المكونة للقلب وهي: خلايا عضلات القلب، خلايا الغشاء المبطن للقلب، وخلايا العضلات الناعمة.
وكإجراء مكمل للتجارب السابقة، عالج الفريق البحثي مجموعة أخرى من الفئران الكبار من نفس العمر لتكون كمجموعة ضابطة، وذلك بحقنها بمحلول ملحي بدلًا من حقنها بالخلايا المأخوذة من قلوب الفئران حديثة الولادة.
وبمقارنة نتائج علاج قلوب الفئران المسنة بقلوب فئران صغيرة السن (4 شهور)، أظهرت نتائج المقارنة تحسن مع الطريقة الأولى، ليس فقط في حالة القلب نفسه، ولكن في الدلائل الحيوية بتحليل الدم.
وأظهرت النتائج أن الوجبات الغذائية قليلة السعرات الحرارية، أبطأت من عملية شيخوخة القلب وأخرت من حدوث التغيرات المرضية التي تصاحب الشيخوخة بوظائف القلب.
ويقول الباحثون إن المؤشرات الأولية لتطبيق النتائج السابقة سريريًا بحقن بعض المسنين من مرضي القلب بطريق التسريب الوريدي، أظهر أنها واعدة في علاج ضعف وظائف القلب، حيث أمكن لهذه الخلايا الجذعية المتخصصة أن تسير بمشاكل القلب المرتبطة بالشيخوخة في عكس عقارب الساعة.
وتعليقًا على هذه التجارب، يقول الدكتور إيهاب عطية، أستاذ القلب بطب عين شمس، إنها بالفعل تمثل تقدمًا كبيرًا وخطوة مبشرة تفتح باب الأمل في علاج مشاكل القلب عند المسنين، خاصة وأن هناك تغيرات حتمية تتعرض لها قلوب المسنين في الظروف العادية، مثل الالتهاب والتليف والأكسدة الضارة.
وتتميز عملية حقن قلوب الفئران المسنة المريضة بخلايا جذعية مأخوذة من قلوب الفئران حديثة الولادة بأنها آمنة تمامًا ولا تسبب أعراض جانبية، وتقلل من حالات الالتهاب والتليف وعملية الأكسدة الضارة للخلايا.
وطبقًا لنتائج التجارب السريرية الأولية، فلا شك أنها تفتح باب الأمل لعلاج حالات تليف عضلة القلب وتضخم عضلة القلب والالتهابات المرضية وهبوط وظائف القلب الانبساطية، والمساهمة في علاج ضغط الدم المرتفع، والمساعدة في إعادة الحيوية والشباب لقلوب المسنين، ولكن الأمر في النهاية يحتاج لمزيد من التجارب على أعداد كبيرة من المرضى لضبط قواعد العلاج وتأكيد النتائج قبل التوسع في تطبيقها على المسنين من مرضى القلب.
فيديو قد يعجبك: