"الكونسلتو" داخل أول بنك للحبل السري في مصر.. هنا مخزن الخلايا الجذعية
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- ندى سامي:
تصوير- أحمد النجار:
يربط الحبل السري الأم بوليدها ويعيد أيضًا الأمل لمريض يجابه الموت عبر خلايا جذعية مستخلصة من دماء الحبل السري هي الكنز الثمين الذي يعطي قبلة الحياة لأصحاب الأمرض المستعصية، وعلى أرض مصرنا يقبع واحد من بنوك الحبل السري التي يتم فيها حفظ وتخزين الخلايا الجذعية التي تساعد في علاج أمراض الدم، وغيرها.
"الكونسلتو" يخوض رحالة داخل أول بنك لاستخراج الخلايا الجذعية الموجودة بالحبل السري في مصر.
في طريق مصر إسكندرية الصحراوي، داخل أحد المنتجعات الطبية، يقبع أول بنوك الحبل السري في مصر Cell safe cord blood bank، هكذا يبدو الاسم غريب على العاملين في المنطقة والذين لا يعرفون بوجود ذلك الكنز الطبي بينهم، لافتة صغيرة خط عليها اسم المكان، تشير إلى طرقة ممتدة تنتهي بمكان استقبال صغير، وعلى اليمين توجد ثلاث غرف متلاحقة تتم فيها عمليات فصل الخلايا وحفظها، وعلى الجهة المقابلة يقع مكتب يضم العاملين بالمكان.
البساطة عنوان صرح يحمل كنوزًا، طبيبتان في مقتبل العمر هن وتد ذلك المعمل الصغير، يقمن بالمهمة كاملة، بمجرد أن يصل مندوب البنك بالخلايا الطازجة والمحمولة في صندوق حفظ، يعملن على فحص العينة وتحليلها، للتأكد من سلامتها وعدم إصابتها بأي عدوى.
"دماء الحبل السري.. هي الكنز الوحيد لكتير من العائلات" هكذا افتتحت الدكتورة منة أبو الخير، أخصائي الخلايا الجذعية حديثها، موضحة أن فكرة البنك تعتمد على حفظ الخلايا الجذعية من دماء الحبل السري أثناء عملية الولادة وتخزينها داخل البنك ومن ثم يتم استخراجها واستخدامها في علاج الكثير من أمراض الدم والأمراض المستعصية التي لا يوجد لها علاج، بشرط أن ينتفع بها أحد أفراد العائلة التي قامت بالتخزين.
عملية الحفظ تتم وفق خطة محكمة مسبقًا يتم الاتفاق عليها مع الأسرة التي تود الاحتفاظ وتخزين خلايا الحبل السري لاستخدامها في علاج مشكلة صحية يعاني منها أحد أفرادها، أو تركها للزمن إلى أن يحين استخدامها إذا واجه أحد أفرادها مرض خطير قد لا يجد له الطب علاج، هكذا أوضحت "أبو الخير".
كيف يسير العمل داخل cell safe bank؟
تبدأ عملية الحفظ والتخزين بعد التقدم بطلب من قبل الأسرة للبنك بالرغبة في حفظ وتخزين خلايا الحبل السري للجنين، ويتم متابعة الأم منذ بداية الحمل حتى إتمام الولادة، إذ يحضر طبيب من البنك عملية الولادة ويستخلص قطرات دماء طازجة من الحبل السري ويصلها إلى البنك.
تقول أخصائي الخلايا الجذعية يقوم البنك بفحص الأم قبل الولادة للتأكد من سلامتها وعدم وجود عدوى للتأكد من استعداد الأم لإتمام المهمة، وبالرغم من ذلك قد تتعرض الأم لأي عدوى وقت الولادة ما يجعل العينة التي يتم حفظها غير سليمة ولا يمكن الاحتفاظ بها.
بمجرد الانتهاء من استخلاص الخلايا يتم التأكد من أن عددها كافِ للحفظ، لأن قلتها يجعلها بلا جدوى، وفي تلك الحالة، يتم التواصل مع العميل وتخييره إذا كان يرغب في مواصلة الإجراءات أم لا.
ثم تأتي المرحلة الأهم، وهي فصل الخلايا الجذعية عن باقي الخلايا الموجودة، حيث تحتوي العينة على ملايين من خلايا الدم الأخرى، ككرات الدم البيضاء والحمراء، وتنجز هذه المهمة بالاعتماد على جهازين من أحدث الأجهزة الطبية الموجودة بالعالم.
ويتم إرسال الخلايا الأخرى المستخلصة من العينة في محرقة طبية للتخلص منها، وفي المقابل، تحفظ الخلايا الجذعية في جهاز موجود في غرفة منفصلة عن المعمل، لا يتم التعامل معه إلا عن طريق الكمبيوتر، يأخذ الأوامر وينفذها بعد إدخال الكود الخاص بالعينة والذي يشير إلى مالكها، فيفتح الجهاز ويأخذ الأمبول الذي يحوي ملايين من الخلايا الجذعية ويحفظها إلى أمد غير معلوم، إلى أن يحتاجها صاحبها ويطالب بها.
تتعامل الطبيبة الشابة مع العينات على أنها أرقام، لا تعرف عن صاحبها شيء، ولكنها تكاد تشعر بمعاناة كلًا منهم، من يأمل في شفاء طفله، وآخر يؤمن مستقبل أسرته، خوفًا من الأمراض المتوحشة التي باتت تستوطن الأبدان، تعرف كيف أثقل كاهل من حاول جاهدًا جمع تكاليف الحفظ التي تخطت الثلاثين ألف جنيهًا، بالإضافة إلى 1000 جنيه رسوم سنوية، وذلك في مقابل عملية التخزين فقط، التي تبدأ بعدد من الخطوات الثابتة التي يتبعها جميع عملاء البنك.
منذ عشر سنوات بينما أفتُتح المركز، تم تخزين 2500 عينة داخل ذلك الجهاز الذي يحوي نيتروجين سائل درجة حرارته -200، ليتمكن من حفظ تلك الخلايا الثمينة.
بعدما تم افتتاح المركز الذي دشنه الراحل الدكتور شريف ناصح أمين لم يكن هناك طلب على التخزين، وبمرور أشهر، بل السنوات، بدأ التوافد نحو البنك الذي يعد أول بنك للخلايا الجذعية في مصر والشرق الأوسط مصرح من وزارة الصحة المصرية عام 2009، ويعمل بنظام أوتوماتيكي كامل معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بالإضافة إلى حصوله على الاعتماد من الجمعية الأمريكية لبنوك الدم. AABB.
فيديو قد يعجبك: