تسبب إرهاق الأمهات.. آثار جانبية للرضاعة المفرطة
كتب - الكونسلتو
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى، معتبرة إياها أفضل وسيلة لتغذية الرضع، إذ تقدم لهم العناصر الغذائية الضرورية وتعزز مناعتهم بشكل طبيعي، إلا أن بعض الأمهات قد يتسائلن عن مدى ملاءمة إرضاع الطفل عند الطلب، أو يشعرن بالقلق من احتمالية "الإفراط في الرضاعة".
في التقرير التالي، يستعرض "الكونسلتو" كيفية تحقيق التوازن في الرضاعة الطبيعية لتجنب التأثيرات السلبية على صحة الأم والطفل، بالإضافة إلى تقديم نصائح من مختصين في الرضاعة والتغذية.
مفهوم الرضاعة الطبيعية المفرطة
أشار تقرير لموقع "Only My Health" إلى أن الإفراط في الرضاعة يعتبر نادر الحدوث، إذ يستطيع الأطفال عادة تنظيم تناولهم للطعام بناءً على شعورهم بالجوع والشبع.
ويوضح التقرير أن الرضاعة عند الطلب لها فوائد عديدة، فهي تعزز النمو الصحي وتساعد في تقوية الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها، ورغم أن الرضاعة المكثفة قد تكون مرهقة للأمهات، خاصة في الأسابيع الأولى بعد الولادة، إلا أن تنظيمها يتم عادة بمرور الوقت.
آثار الإفراط في الرضاعة على الأم
على الرغم من ندرة الإفراط في الرضاعة، يمكن أن تعاني بعض الأمهات من مشكلات مثل التهاب الحلمات أو احتقان الثدي نتيجة كثرة جلسات الرضاعة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التغذية غير الكافية للأم خلال فترة الرضاعة المكثفة إلى نقص بعض الفيتامينات أو الجفاف.
وللتغلب على هذه المشكلات، يوصي الخبراء باتباع النصائح التالية:
اتباع تقنيات الرضاعة الصحيحة: تساهم التقنية السليمة في تجنب آلام الحلمات.
التعاون مع مستشاري الرضاعة: يمكن للأمهات الاستعانة بمختصين في الرضاعة لتقديم الدعم اللازم.
الحفاظ على شرب السوائل: شرب كميات كافية من الماء أمر ضروري لتجنب الجفاف.
تناول الغذاء الصحي: يساعد النظام الغذائي المتوازن في تلبية احتياجات الأم والطفل على حد سواء.
التوازن بين الرضاعة الطبيعية وإدخال التغذية المتنوعة
بعد الأشهر الستة الأولى، يصبح إدخال الأطعمة الصلبة إلى جانب الرضاعة الطبيعية خطوة هامة لتلبية احتياجات الطفل المتزايدة من العناصر الغذائية.
وينصح الدكتور محمد مرعي، استشاري التغذية، بإدخال الأطعمة الغنية بالعناصر الأساسية مثل الحديد، خاصة وأن الأطفال يحتاجون لوجبات متوازنة تدعم نموهم.
وينصح مرعي بعدم إجبار الطفل على تناول الطعام، بل بتقديم الوجبات تدريجيًا وبشكل يتماشى مع إشارات الجوع والشبع لدى الطفل، مما يعزز تجاوبهم مع الأطعمة الجديدة.
مؤشرات الجوع ومدة جلسات الرضاعة
من جهتها، أوضحت الدكتورة نجوان الصعيدي، أخصائية النساء والتوليد وحديثي الولادة، أن احتياجات الطفل من الرضاعة تختلف من طفل لآخر، ويمكن للأم التعرف على علامات الجوع مثل مص اليدين أو التعبير عن الانزعاج، مشيرة إلى أن مدة جلسات الرضاعة تتراوح عادة بين 10 إلى 30 دقيقة حسب احتياجات الطفل.
وتوصي الصعيدي، بضرورة متابعة الأمهات لحالة أطفالهن مع الطبيب المختص لضمان سير عملية الرضاعة بنجاح، خاصة إذا ظهرت بعض العلامات التي قد تشير إلى مشاكل، مثل:
الغازات الزائدة.
عدم راحة الطفل بعد الرضاعة.
هل هناك داعٍ للقلق من الإفراط في الرضاعة؟
وأكد الصعيدي، أن الأطفال يتمكنون عادة من تنظيم احتياجاتهم الغذائية بشكل طبيعي، مما يجعل الإفراط في الرضاعة أمرًا نادرًا، موجهة نصيحة للأمهات بمراقبة علامات الجوع والشبع لدى الطفل وعدم القلق من تلبية احتياجاتهم في أي وقت، إذ تُعد الرضاعة عند الطلب وسيلة آمنة وفعّالة لتلبية احتياجات الطفل الغذائية والنفسية.
فيديو قد يعجبك: