حلول طبية لعلاج اعوجاج العمود الفقري عند الأطفال
كتبت- أسماء أبو بكر
الجنف.. ميل جزء من العمود الفقري وغالبًا ما يؤخذ شكل حرف S، ويظهر عند الأطفال منذ الولادة، وعلاجه يعتمد في معظم الحالات على الجراحة إلا أنها قد تؤثر على نمو العمود الفقري إذا أُجريت في سن صغيرة..
في هذا التقرير نوضح لك ما الحلول الطبية التي تساعد في علاج الميلان الجانبي في العمود الفقري عند الأطفال؟
مشاكل متعددة
الدكتور محمد فوزي خطاب، مدرس جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس واستشاري جراحات العمود الفقري، أوضح أن جنف العمود الفقري أحد الأمراض التي تصيب الأطفال نتيجة مشكلة خلقية في العمود الفقري، ومع نمو الطفل وطول العمود الفقري يحدث انحناء في الجذع والظهر.
الجنف يمكن أن يحدث أعلى العمود الفقري أو المنتصف أو أسفله (في الفقرات القطنية)، ومن الممكن أن يصيب كل هذه الأماكن أو مكان واحد فقط، فدرجاته وحدته متنوعة، في بعض الأحيان يمكن ألا يكون الجنف ظاهرا رغم الإصابة به، وفي حالات أخرى يزداد بسرعة ويحدث تدهور في الشكل، هذا ما ذكره خطاب.
حذر استشاري جراحات العمود الفقري من التأخر في العلاج، لأن الجنف يؤثر سلبا على الشكل ونفسية الطفل، بالإضافة إلى تأثيره على الوظائف الحيوية كوظائف التنفس، الأمر الذي يؤثر على إمداد الجسم بصفة عامة بالأكسجين، فضلا عن مشاكل القفص الصدري وحدوث ضغط على الرئتين والشرايين الرئيسية في القلب خاصة في الدرجات الكبيرة، وبالتالي يجد الطفل صعوبة في المشي والحركة وممارسة الرياضة، أي يؤثر على جودة حياته.
أوضح الدكتور أشرف إسماعيل، أستاذ الروماتيزم والتأهيل الطبي بجامعة الأزهر، أن اعوجاج أو ميل في العمود الفقري في الأطفال يعتبر من العيوب الخلقية التي يولد بها الطفل، مضيفًا أن عدم وجود ترتيب طبيعي لفقرات العمود الفقري يعرضه بدرجة أسرع للخشونة وحدوث انزلاقات للغضاريف فضلا عن مشاكل ضعف العمود الفقري.
أضاف إسماعيل أن بعض مفاصل الجسم تتأثر نتيجة هذا الاعوجاج، خاصة مفصل الفخذ ومفصل الركبة الموجود في نفس ناحية الانحراف أو الميل في العمود الفقري.
وسائل علاجية
إذا كان الانحناء بسيطًا يمكن الاعتماد على التجبيس بطريقة معينة مع الحرص على تغيير الجبس كل فترة للحد من تدهور درجة التشوه، وفقًا لخطاب، الذي أضاف أن هناك نوع من أنواع الدعامات تفصل للمريض حسب حجمه ونوع الانحناء، لمحاولة استعدال الميل الموجود في العمود الفقري.
لكن إذا لم تساعد هذه الوسائل غير الجراحية في علاج المشكلة، من الممكن اللجوء إلى الجراحات لكن مع الحرص على ألا تعوق نمو الطفل بصورة طبيعية، وإذا تجاوز الطفل سن 10 أو 11 عامًا، يتم اللجوء إلى ما يسمى التدخل النهائي لعلاج الجنف عن طريق عمل استعدال للفقرات تمامًا مع تثبيتها بمسامير وأعمدة وشرائح.
الحفاظ على النمو
التدخل الجراحي في سن صغير (من سن 5 سنوات إلى 11 سنة) يتطلب إصلاح ميل العمود الفقري مع السماح له بالنمو والطول في الوقت نفسه، لأنه لا يزال يوجد قابلية للنمو والطول حتى سن 15 عامًا، وفقًا لخطاب، الذي أكد أن هناك وسائل تساعد على ذلك، وأحدثها يعتمد على استخدام عمود موجه بالمغناطيس، حيث يتم وضع المسامير في أماكن معينة في العمود الفقري وتُثبت عليها الأعمدة.
أضاف خطاب، عن طريق المغناطيس عبر الجلد يمكن تطويل العمود الفقري كل فترة، ما يساعد على نمو الطفل بشكل طبيعي، مشيرًا إلى أن هناك طرق أخرى تساعد على ذلك، لكن هذه الطريقة تتميز بعدم الحاجة لإجراء عمليات جراحية كل 6 شهور لإطالة العمود الفقري لكن يحتاج الطفل إلى إجراء الجراحة مرة واحدة، وبعدها يمكن زيادة طول العمود الفقري في العيادة الخارجية.
شدد خطاب على أهمية هذه الوسائل، لأن عدم اللجوء لها يجعل منطقة الجذع قصيرة مقارنة بالقدمين أو المسافة بين الذراعين وبالتالي لا يكون الجسم متناسقًا.
فيديو قد يعجبك: