هل يمكن علاج ثقب القلب بين البطينين لحديثي الولادة دون جراحة؟
كتبت- أسماء أبو بكر
قد يُصاب الطفل بعيوب خلقية كثيرة في القلب منذ الولادة، من بينها ثقب القلب بين البطينين، والتدخل المبكر في هذه الحالة يساعد في تجنب الكثير من المضاعفات وربما يقلل من احتمالية التدخل الجراحي.
عيوب خلقية
الدكتورة مي السيد، رئيس قسم القلب بكلية الطب جامعة عين شمس واستشاري قلب الأطفال، تقول إن العيوب الخلقية التي تصيب قلب الأطفال كثيرة، من بينها ثقب بين الأذينين وثقب بين البطينين، مشيرة إلى أن من ضمن عيوب القلب الخلقية لحديثي الولادة، أن تظل القناة الشريانية التي تصل الأكسجين للجنين عن طريق الأم مفتوحة، وهي التي تربط بين الشريان الأورطي والرئوي، رغم أنه من المفترض أن تغلق خلال دقائق أو ساعات أو أيام على الأكثر بعد الولادة.
أعراض ومضاعفات
توضح «السيد» أنه ليس من الضروري أن يصاحب ثقب القلب بين البطينين أعراضًا، وظهور الأعراض من عدمه يعتمد على حجم الثقب، فإذا كان صغيرًا فلا يصاحبه أي أعراض، لكن يتم اكتشافه بالصدفة حيث يسمع الطبيب صوت لغط القلب عند الكشف بالسماعة، أما إذا كان الثقب متوسطًا أو كبيرًا، فيصاحبه نهجان أثناء الرضاعة وكثرة التعرق.
أما المضاعفات التي يمكن أن تحدث في بعض الحالات، خاصة في حال تأخر العلاج، تتمثل في ارتفاع شديد في ضغط الشريان الرئوي.
متى يحتاج للتدخل الجراحي؟
تؤكد «السيد» ضرورة عمل موجات فوق صوتية على قلب الطفل أولًا، قبل البدء في العلاج، لتحديد حجم ومكان الثقب ومدى تأثيره على الدورة الدموية، ومن ثم تحديد العلاج المناسب وما إذا كان يتطلب تدخلًا جراحيًا أم لا.
ويُشفى نحو 50% من الأطفال المصابين بثقب القلب بين البطينين، تلقائيًا دون تدخل طبي خلال السنة الأولى من أعمارهم إذا كان الثقب صغيرًا، لكن لا بد من المتابعة مع الطبيب بصفة دورية.
أما إذا كان حجم الثقب متوسطًا أو كبيرًا، ففي البداية يتم الاعتماد على العلاج الدوائي والمتابعة مع الطبيب، وفي حالة عدم الاستجابة للعلاج يتم اللجوء للتدخل الجراحي، وفقًا لما ذكرته استشاري قلب الأطفال، التي أضافت أن بعض الحالات تعتمد في علاج ثقب القلب بين البطينين عن طريق القسطرة.
وتتابع «السيد» أن بعض الحالات، كوجود ثقوب متعددة بين البطينين، تستدعي التدخل الجراحي لعمل تحزيم للشريان الرئوي، للحد من كمية الدم الواصلة للرئة، وبعد فترة يتم فك التحزيم وقفل الثقب.
فيديو قد يعجبك: