مضاعفات خطيرة لانسداد القنوات المرارية لحديثي الولادة.. هكذا يعالج
كتبت - أسماء أبوبكر
كثير من الأطفال حديثي الولادة معرضين للإصابة بالصفراء، لكن هناك حالة أكثر خطورة تسبب زيادة نسبة الصفراء في جسم الطفل، هى انسداد القنوات المرارية، التي تسبب تليف الكبد بل ربما قد تؤدي للوفاة.
فما أسباب انسداد القنوات المرارية عند الأطفال حديثي الولادة وكيف يتم التعامل معها طبيا؟.. تعرف على ذلك في السطور التالية.
أسباب غير واضحة
انسداد القنوات المرارية عند حديثي الولادة ليس له أسباب واضحة أو مؤكدة، وفقا لما يقوله الدكتور هشام عبد القادر، أستاذ جراحة الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، موضحا أن ذلك يمكن أن يرجع إلى:
- عيب خلقي: يحول دون تكون القنوات المرارية للجنين بشكل طبيعي، لكن في هذه الحالة يصاحبه عيوب خلقية أخرى في الأمعاء أو الطحال، وغيره.
- إصابة الأم بفيروس معين أثناء الحمل، ينتقل للجنين عن طريق المشيمة، ليصل للقنوات المرارية، يسبب تليف.
- مرض مناعي: ينتج عن انتقال أجسام مضادة موجودة في دم الأم عن طريق المشيمة لتصل للجنين، ثم تهاجم القنوات المرارية مسببة تليف أيضا.
من جانبه، يوضح الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس، أن انسداد القنوات المرارية في حديثي الولادة يعتبر عيب خلقي أو وراثي، يؤدي إلى زيادة نسبة الصفراء في الجسم لذلك ربما يستهين به البعض أحيانا أو يكون هناك خطأ في التشخيص الطبي على أنه صفراء فسيولوجية أو نتيجة فيروسات أو تكسير كرات الدم الحمراء.
صفراء انسدادية & فسيولوجية
الصفراء الانسدادية، أي الناتجة عن انسداد القنوات المرارية للطفل حديث الولادة، تشكل خطورة على حياته، ووفقا لأستاذ الكبد والجهاز الهضمي، فهى تؤدي إلى تليف الكبد بل ربما تصل مضاعفاتها إلى وفاة الطفل في حال تأخر العلاج، أو إذا تخطى الطفل الشهر السادس من عمره دون الخضوع للجراحة.
يؤكد الدكتور هشام عبد القادر أن الصفراء الفسيولوجية تبدأ من اليوم الثاني بعد ولادة الطفل وتستمر لمدة أسبوعين على الأكثر، هى صفراء تكسيرية أي أن الطفل يولد بكمية كبيرة من كرات الدم الحمراء، أكثر من الطبيعي، ليبدأ الجسم في تكسيرها.
تحاليل وفحوصات طبية
تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من صفراء فسيولوجية أم صفراء ناتجة عن انسداد القنوات المرارية يتطلب إجراء عدد من التحاليل والفحوصات الطبية، تتمثل في: تحليل دم وبول، وعمل سونار في حالة عدم ظهور المرارة فيه تزداد احتمالية إصابة الطفل بالصفراء الانسدادية، وفقا لما أوضحه أستاذ جراحة الأطفال.
إذا زادت احتمالية إصابة الطفل بالصفراء الانسدادية لدرجة كبيرة بعد إجراء الفحوصات السابقة، يرى هشام عبد القادر أنه غالبا ما يتم اللجوء إلى عمل أشعة بالصبغة على القنوات المرارية، لأنها هى التي تعطي نتائج مؤكدة، لكن يتم إجرائها عن طريق الجراحة.
التدخل الجراحي ضروري
علاج انسداد القنوات المرارية لحديثي الولادة يعتمد على التدخل الجراحي، لذا يشدد عبد القادر على ضرورة التوجه للطبيب على الفور في حال ملاحظة الصفراء على الطفل خاصة إذا استمرت لمدة أكثر من أسبوعين، لأن الأفضل أن تجرى الجراحة قبل أن يتم الطفل 60 يوما من عمره (شهرين)، لأن التأخير يؤدي إلى زيادة نسبة تليف الكبد، فالعصارة الصفراوية تتراكم داخل خلاياه ومن ثم تزيد من تليفه.
ويشير أستاذ جراحة الأطفال إلى أن الانسداد يحدث للجنين في بطن الأم، تحديدا خلال الأسبوع السادس في الحمل، بالتالي يولد الطفل بنسبة تليف في الكبد تزداد بمرور الوقت وتأخر العلاج، موضحا أن العملية الجراحية تعتمد على توصيل الأمعاء بالكبد مباشرة «عملية كاساي»، ليتم سحب العصارة الصفراوية من الكبد لتفرزها الأمعاء.
إلا أن نسبة نجاح العملية لا تتخطى 60 أو 70% وفقا لما يؤكده عبد القادر، الذي أوضح أن من مؤشرات نجاحها هو انخفاض نسبة الصفراء في جسم الطفل بعد أسابيع أو شهور من إجرائها، ويوصي بضرورة المتابعة مع الطبيب حتى بعد إجراء الجراحة، لأنها يمكن أن تبطئ تليف الكبد لكن لا تمنعه نهائيا.
أما عن الحالات التي تستدعي زراعة الكبد، يؤكد أستاذ جراحة الأطفال بجامعة عين شمس أن حوالي 88% من الأطفال الذين يعانوا من انسداد القنوات المرارية يحتاجوا زراعة كبد، حتى بعد إجراء عملية «كاساي»، خاصة إذا لم تزول الأعراض تماما، لكن ربما يحتاج الطفل لزراعته بعد مرور عدة أشهر على العملية (3 أو 4 شهور مثلا) وفي بعض الحالات الأخرى ربما بعد سنوات تصل إلى 14 سنة أو أكثر من عمره.
فيديو قد يعجبك: