كيف نكتشف إصابة الطفل بفيروس «سي»؟
كتبت- أسماء أبو بكر
فيروس (سي) من أخطر الفيروسات الكبدية التي يمكن أن تصيب الأطفال، وتكمن خطورته في أنه قد يؤدي إلى التهاب كبدي حاد أو تليف الكبد،فكيف تكتشف إصابة الطفل بالفيروس في مرحلة مبكرة، وكيف يتم علاجه؟
الأسباب
الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس، يقول إن أسباب إصابة الأطفال بفيروس (سي) هي نفس أسباب إصابة الكبار، كأن يتعرض الطفل لعدوى تنتقل عن طريق نقل الدم الملوث بالفيروس، أو التعرض لأدوات طبية أو حقن ملوثة، أو أدوات أسنان غير معقمة جيدًا، أو استخدام الطفل لأدوات شخص مصاب بالفيروس كالقصافة أو المقص إذا كانت ملوثة بالفيروس.
يضيف الدكتور مرتضى الشبراوي، أستاذ كبد الأطفال بكلية طب القصر العيني، أن الطفل يمكن أن يصاب بفيروس (سي) من خلال الجروح الملوثة، أو عن طريق الأم المصابة بالفيروس أثناء الولادة، مؤكدًا أن الرضاعة الطبيعية لا تعرض الطفل للعدوى إلا في حالة وجود جروح في حلمة الثدي، لأن الفيروس ينتقل عن طريق الدم، وفي هذه الحالة يجب أن تتوقف الأم عن الرضاعة حتى يتم معالجة الجروح تمامًا.
هل تظهر أعراض؟
أستاذ كبد الأطفال يؤكد أن أعراض فيروس سي لا تظهر على الطفل في أحيان كثيرة، لذلك يوصي بضرورة عمل تحليل فيروس سي للطفل بعد إتمام عامه الأول خاصة إذا كانت الأم مصابة بالفيروس، وفي هذه الحالة يكون أكثر عُرضة للإصابة به ولن يتم اكتشافه إلا عن طريق إجراء التحليل.
وهناك حالات أخرى يتم اكتشافها بالصدفة، إذا عاني الطفل من مشكلة صحية ما وتطلب الأمر إجراء تحليل لإنزيمات الكبد، وارتفاعها يكون مؤشرًا لإصابة الطفل بفيروس (C) أو (B)، ومن ثم يتم إجراء تحليل آخر للتأكد من الفيروس المصاب به الطفل، وفقاً لـ«الشبراوي».
يوضح «الخياط» أن حالات قليلة من الأطفال يظهر عليها الأعراض (3% من الحالات)، ويكون ذلك في حالة وجود التهاب كبدي حاد فقط، وتتمثل هذه الأعراض في: صفراء، ارتفاع درجة الحرارة، قيء، مشيرًا إلى احتمالية ألا يتم اكتشاف إصابة الطفل إلا في حالة وجود التهاب حاد أو وصوله لمرحلة التليف الكبدي، الذي تتمثل مضاعفاته في: وجود صفراء بصفة دائمة، دوالي المريء، غيبوبة كبدية.
ويضيف «الشبراوي» عددًا من المضاعفات الأخرى: تضخم الكبد والطحال، استسقاء في البطن والقدمين، فضلًا عن أن الطفل يكون معرضًا للنزيف بجميع أنواعه.
العلاج حسب المرحلة العمرية
علاج فيروس سي عند الأطفال كان يتمثل في عقار «الإنترفيرون» و«الريبافيرين» حتى أبريل 2017، إلى أن وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام عقار «الهارفوني» لعلاج الأطفال المصابين بالفيروس في المرحلة العمرية 12 إلى 17 سنة بنفس جرعة الكبار ولمدة تستمر 3 شهور، ووصلت نسبة نجاح العلاج بالهارفوني في هذه المرحلة العمرية إلى 98%، كما يشير «الخياط».
هناك أبحاث أُجريت حول مدى إمكانية استخدام عقار السوفالدي بنفس جرعة الكبار في علاج الأطفال في المرحلة العمرية من 12 إلى 17 سنة، وأثبتت فاعليته في العلاج بنسبة 99%، لكن لا يزال الهارفوني هو المستخدم حتى الآن، لأنه لم يتم الموافقة بعد من قبل منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية على استخدام السوفالدي للأطفال.
يتابع «الخياط» أن العلاج المستخدم الآن في المرحلة العمرية من 2 إلى 12 سنة هو الإنترفيرون، إلا أن الجرعة تستمر لمدة عام وله أعراض جانبية ونسب الشفاء لا تتجاوز 60%، لذلك أُجريت أبحاث حول استخدام الهارفوني أو السوفالدي أو الدكلانزا في علاج الأطفال في المرحلة العمرية من 6 إلى 12 سنة بنصف جرعة الكبار، ووصلت نتائج الاستجابة إلى 98%، أما المرحلة العمرية من 2 إلى 6 سنوات فتكون الجرعة حسب وزن الطفل، وسيتم استخدام هذه العقاقير بعد موافقة منظمة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: