هل تؤثر نفسية الحامل على الجنين؟

كتبت - أسماء أبو بكر

ضبط الحالة النفسية خلال فترة الحمل يضمن الحفاظ على صحة الأم وجنينها، فالقلق والعصبية الزائدة أو الحزن قد يعرض الجنين للكثير من المشاكل الصحية.

ومن الشائع لدى كثيرين أن سوء الحالة النفسية للحامل ربما تؤدي لتشوهات الجنين.. فهل هذا صحيح؟

تقول الدكتورة فكرية سلامة، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب عين شمس، إن سوء نفسية الأم خلال فترة الحمل يؤثر بشكل سلبي على صحة الجنين، لكن ليس له علاقة بالتشوهات، بل تزداد احتمالية ولادة طفل كثير البكاء والعصبية مقارنة بالأم التي تتمتع بالثبات الانفعالي فترة الحمل.

وتضيف أستاذ أمراض النساء والتوليد أن القلق النفسي والعصبية الزائدة فترة الحمل تعني وصول هرمون التوتر إلى الجنين، الأمر الذي يؤثر على نموه، وفي الغالب يكون وزنه أقل من الطبيعي عند الولادة.

وربما يؤدي الحزن الشديد إلى إضعاف شهية الأم ما يسبب في إصابتها وجنينها بسوء التغذية وتقليل الدم الواصل للجنين، والتأثير سلبًا على جهازه العصبي وضعف مناعته.

وتؤكد الدكتورة أسماء عيسى، استشاري الطب النفسي ونائب مدير الشئون العلاجية بمستشفى العباسية، أن سوء نفسية الأم فترة الحمل تؤثر سلبًا على الجنين وتجعله أكثر عُرضة للكثير من المشاكل النفسية في الكبر.

ووفقًا لبعض الدراسات العلمية فإن الأم التي تتعرض لضغط نفسي فترة الحمل يكون طفلها أكثر عُرضة لاضطرابات فرط الحركة والكثير من الاضطرابات النفسية الأخرى كصعوبة الكلام وتشتت الانتباه وعدم التركيز.

نصائح لضبط الحالة النفسية

ضبط الحالة النفسية فترة الحمل يعني تجنب الكثير من المشاكل الصحية والنفسية التي يتعرض لها الطفل، لذلك توصي استشاري الطب النفسي، بضرورة اتباع النصائح التالية:

- تناول الأطعمة الصحية التي تساعد في تهدئة الأعصاب، والغنية بالكالسيوم، لأن نقصانه يُزيد من الانفعال والعصبية.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، لأنه يساعد في تحسين الحالة المزاجية.
- التعامل الذكي مع المشكلات: يتطلب ذلك كتابة ملاحظات يومية تتضمن ما يُزعجك وكيفية التغلب عليه.
- لا تجلسي بمفردك: في حالة الشعور بضيق وضغط نفسي يجب الاندماج مع الآخرين والجلوس والتحاور معهم، حتى لا تسيطر عليكِ المشاعر السلبية بدرجة أكبر.
- مارسي أي نشاط لتفريغ الطاقة السلبية كالرسم أو التلوين.
- مارسي التمارين الرياضية البسيطة التي تساعدك على الاسترخاء.
- تحدثي مع طفلك: ضعي يديكِ على بطنك وتحدثي مع طفلك حيث يُشعرك ذلك بالراحة والهدوء النفسي ويزيد الترابط بينكما.

وتقول الدكتورة أسماء عيسى إن الضغط النفسي الزائد يعتبر أكثر خطورة على الطفل من الأدوية النفسية التي يمكن أن تتناولها الأم، لأنها تقلل الصدمات النفسية على الطفل، لذلك لابد من اللجوء لطبيب نفسي في الحالات التي يصاحبها كثرة التفكير وقلة النوم، أو وساوس تدفعك للتفكير في إيذاء نفسك أو الجنين، وفي حالة الأمراض النفسية الصعبة كالفصام.

وتشير «عيسى» إلى أن هناك أدوية نفسية آمنة لا تشكل خطورة فترة الحمل، فضلًا عن أن هناك مشاكل نفسية يعتمد العلاج فيها على جلسات نفسية فقط ولا تستدعي الحصول على علاج دوائي.