طفلك يأكل التراب ودهانات الحائط؟.. إليك الحل
أسماء أبوبكر
أكل الطفل للمواد الضارة أمر يُثير غضب جميع الأمهات، إلا أن بعضهن لا يعلمن أنه مرض يحتاج إلى العلاج، ويُعرف باسم «بيكا».. التقرير التالي يقدم لك أسبابه، وكيف يتعافى منه الطفل.
ما هو «بيكا»؟
قال الدكتور سامح حسين، أستاذ طب الأطفال بجامعة الأزهر، إن اعتياد الطفل على أكل المواد الضارة، مثل التراب أو الطين أو دهان الحوائط، يُصنف كمرض يُعرف علميا باسم «بيكا»، وغالبا ما يُصاب به الطفل بعد إتمام عامه الثاني.
وأكد الدكتور جمال شفيق، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس واستشاري العلاج النفسي بوزارة الصحة، ضرورة التفرقة بين المرحلة الفمية التي يمر بها الطفل، وبين «بيكا» كمرض، موضحا أن الطفل في المرحلة الفمية يأكل مواد ضارة أيضا، فهو لا يفرق بينها وبين غيرها من المواد ولا تصنف هذه الحالة كمرض، فحتى يُصنف أكل الطفل للمواد الضارة كحالة مرضية يجب مرور سنة على الأقل بعد انتهاء الرضاعة، فضلا عن اعتياده على هذا السلوك.
لماذا يأكل الطفل المواد الضارة؟
ويرى الدكتور سامح حسين، أن أسباب الإصابة بـ«بيكا» متعددة، وترجع في كثير من الأحيان لنقص معادن وفيتامينات معينة في جسم الطفل، كأن يعاني الطفل من أنيميا نقص الحديد.
وأوضح الدكتور جمال شفيق، أن الأسباب تختلف من طفل لآخر، ففي بعض الأحيان ترجع لوجود اضطرابات أو خلل في أنشطة المخ يدفع الطفل بشكل لا إرادي لتناول هذه المواد الضارة، وفي أحيان أخرى ترجع لافتقاد الجسم لعناصر غذائية معينة كالكالسيوم، ما يدفع الطفل إلى أكل جير الحوائط مثلا.
وتابع أستاذ علم النفس الإكلينيكي، أن هذا المرض قد ينتج عند معاناة الطفل من الإهمال، وأنه لا علاقة بين هذه الحالة المرضية وبين تعرض الطفل للعنف الأسري، لأن العنف ينعكس على الطفل في صورة العزلة أو التوتر أو الاكتئاب أو السلوك العدواني، وليس في صورة تناول المواد الضارة.
كيف يمكن علاجه؟
وأكد سامح حسين، أن مشاكل صحية كثيرة يمكن أن يسببها مرض «بيكا» للطفل، فالطين مثلا يحتوي على طفيليات وأملاح ضارة تؤدي لإصابة الطفل بالديدان أو التسمم في بعض الأحيان، وعلاجه يتمثل في حصول الطفل على الفيتامينات والمعادن التي يعاني من نقص فيها، فضلا عن ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالحديد وعلى رأسها الكبدة، والسبانخ.
وفي حالة كان السبب نفسي، أشار جمال شفيق، إلى أن الطفل يحتاج إلى إرشاد نفسي وعلاج سلوكي تختلف أساليبه باختلاف حالة وسن الطفل، فيمكن أن يتم من خلال اللعب أو القصص والحكايات أو الرسم أو التمثيل أو برامج السيكودراما، وهي قصص لها أهداف معينة يؤديها الأطفال ويتبادلون الأدوار فيها.
وحذر شفيق، من تأنيب أو معاقبة الطفل الذي يعاني من «بيكا» عند تناوله المواد الضارة، لأن تناولها يمثل متعة بالنسبة له، وبالتالي معاقبته أو تأنيبه على هذا السلوك يدفعه إلى تناولها في الخفاء، وأوصى باتباع النصائح التالية:
• منح الطفل مزيد من الرعاية والاهتمام.
• وضع الطفل تحت الملاحظة الشديدة، حتى لا يتناول هذه المواد الضارة.
• إبعاد أي مواد ضارة يمكن أن يتناولها الطفل.
• توعية الطفل وإرشاده مع تقدم سنه.
فيديو قد يعجبك: