أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

"الصحة العالمية": 500 ألف مريض إيدز في أفريقيا مهددين بالوفاة بسبب كورونا

03:02 م الإثنين 30 نوفمبر 2020
"الصحة العالمية": 500 ألف مريض إيدز في أفريقيا مهددين بالوفاة بسبب كورونا

مرض الإيدز - صورة تعبيرية

كتب - أحمد كريم:

أكد الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية‬ لإقليم شرق المتوسط، أن العالم كان يستهدف معرفة 90% من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري (الإيدز) بحالتهم، خلال هذا العام وتلقي 90% من المصابين بالفيروس للعلاج، وانخفاض الحمل الفيروسي لدى 90% ممَّنْ يتلقون العلاج بحلول عام 2020.

جاء ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للإيدز الذي يوافق الأول من ديسمبر من كل عام، موضحًا "كنا متأخرين بالفعل في تحقيق تلك الغايات العالمية، ثم جاءت جائحة كورونا، وتسبَّبت في اضطرابات واسعة النطاق وتُهدِّد بالقضاء على كثير من المكاسب التي تحققت في مجال الصحة وغيره من المجالات التنموية".

وقال المنظري، إنه على الرغم من أن البلدان قد عملت بلا كلل للتصدّي لكوفيد-19، فقد تضرّرت خدمات صحية أساسية أخرى، منها خدمات الوقاية من فيروس العَوَز المناعي البشري وتشخيصه وعلاجه.

وأشارت تقديرات فريق معني بالنمذجة -اجتمع بدعوة من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز- إلى أن توقف العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لمدة 6 أشهر يمكن أن يؤدي إلى حدوث أكثر من 500 ألف حالة وفاة إضافية بسبب اعتلالات مرتبطة بالإيدز في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عامي 2020 و2021.

وأضاف: أما في إقليمنا، فقد أتت جائحة كوفيد-19 في وقت حرج لوباء فيروس العَوَز المناعي البشري. إذ يُقدَّر عدد المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري بنحو 420 ألف شخص، ويتنامى الوباء على نطاق غير مسبوق. وفي عام 2019 وحده، وقعت 44 ألف إصابة جديدة بفيروس العَوَز المناعي البشري في الإقليم، بزيادة تبلغ 47% مقارنةً بعام 2010 المرجعي.

ولم يُشخَّص سوى ثلث المتعايشين مع الفيروس في الإقليم، ولا يتلقى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية سوى 24%. وقد زاد هذا الوضع الصعب سوءاً بسبب جائحة كوفيد-19.

وأبلغت بلدان كثيرة عن تعطل الخدمات. وفي ظل تدابير حظر الخروج، أصبح من الصعب على المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري الوصول إلى المرافق الصحية، ومن الصعب على القائمين بالتوعية الوصول إلى الفئات السكانية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وأوضح المنظري، أنه في ظل كورونا من الصعب على الخدمات الصحية أن تتغلب على كوفيد-19 جنباً إلى جنب مع أمراض أخرى. وقد نفدت مخزونات بعض البلدان من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بسبب توقف الشحن الجوي والتراجع العالمي في تصنيع الأدوية.

وإضافةً إلى ذلك، نضبت القوى العاملة في خدمات فيروس العَوَز المناعي البشري، إما بسبب إعادة توزيعهم في إطار الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وإما بسبب إصابتهم، للأسف، بعدوى كوفيد-19. وأدى ذلك إلى تعريض كثير من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري للخطر الناجم عن عدم تلقّيهم للأدوية والخدمات المُنقذة للأرواح في حينها‎.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية‬ لإقليم شرق المتوسط، إن الجائحة أتاحت أيضاً فرصةً لتقديم ابتكارات مثل صرف الأدوية التي تكفي لعدة أشهر وتوزيعها عبر البريد، ومجموعات الدعم الإلكترونية، وتقديم استشارات طبية عبر الإنترنت.

وكانت الشراكة مع المجتمع المدني عنصراً أساسياً لضمان استمرار التواصل مع مُتلقي خدمات فيروس العَوَز المناعي البشري، والحفاظ على استمرارية خدماتهم، ودعم التزامهم خلال هذه الفترة العصيبة.

وأضاف "واسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم، نيابةً عن منظمة الصحة العالمية، بالتحية إلى منظمات المجتمع المدني على الدور الذي تقوم به منذ عهد بعيد في تمكين المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري، وعلى عملها البالغ الأهمية في هذه الأوقات غير المسبوقة".

وأكد أنه على الرغم من قصص النجاح هذه، فإن التحديات والاضطرابات قد كشفت عن الافتقار إلى القدرة على الصمود في نُظُمنا الصحية، ومنها برامج مكافحة فيروس العَوَز المناعي البشري. ولن تكون جائحة كوفيد-19 آخر جائحة يشهدها العالم، فينبغي أن نستخلص منها الدروس والعِبَر لكي نكون أفضل استعداداً في المستقبل.

وأوضح أن شعار اليوم العالمي للإيدز لعام 2020 في إقليمنا هو "قدرة خدمات فيروس العَوَز المناعي البشري على الصمود".

ويتمثل هدفنا في مساعدة البلدان على بناء خدمات صحية أقوى وأكثر ترابطاً وتكاملاً في مجال فيروس العَوَز المناعي البشري لكي تظل هذه الخدمات قوية حينما تواجه حالات طوارئ. ‏وينبغي لنا في هذا العام أن نستمع جميعاً إلى أصوات المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري وآرائهم في الخدمات التي تلقوها خلال هذه الحالة الطارئة‎، فوجهة نظرهم على قدر من الأهمية. ومن خلال تجاربهم نستطيع أن نعرف ما الذي يجعل الخدمة ملائمة تماماً لمتلقيها.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية