بعد شفاء ثاني حالة من الإيدز.. إليك تفاصيل عملية علاجه
كتبت – أميرة عبد الرازق:
في حادثة نادرة من نوعها شُفي مريض مقيم في بريطانيا من فيروس نقص المنعة البشرية "الإيدز" تماما، وتعبر هذه هي الحالة الثانية في العالم التي تشفى من هذا المرض بعد حالة "مريض برلين".
ويظل السؤال هنا كيف تم علاج فيروس نقص المناعة البشرية وما التقنية التي استخدمت لعلاج هذا المرض؟
المتعافي الأول "مريض برلين"
علاج الإيدز تم عن طريق زرع الخلايا الجذعية عند المتعافي الأول من فيروس نقص المناعة البشرية مريض برلين ويدعى "تيموتي راي بروان" والذي تم علاجه في ألمانيا، وظل لمدة 12 عاما متعافيا من المرض بعد العلاج.
وتعبر هذه العملية ذات خطورة عالية، وتفشل في الكثير من الحالات وتم استخدامها على نطاق واسع الآن لعلاج الكثير من المرضى، بحسب ما يذكر موقع "Health 24".
كيف تمت العملية؟
المتعافي الثاني – الذي يعرف باسم مريض لندن- تم تشخيصه بفيروس نقص المناعة البشرية عام 2003، لكنه بدأ في تلقي الأدوية لعلاج المرض في العام 2012، وليس من الواضح لماذا تأخر كل هذا في علاج المرض.. لكنه في هذا العام أصيب بمرض ليمفومة هودجكين وهو عبارة عن سرطان في الجهاز اللميفاوي، ووافق على إجراء عملية زراعة للخلايا الجذعية لعلاج هذا السرطان في العام 2016.
ولكن مع البحث عن المانح المناسب للخلايا الجذعية، وجد الأطباء أن مريض لندن يمكنه أن يستفيد من نقل الخلايا الجذعية في علاج فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
ووجد الأطباء متبرعا لديه طفرة جينية تمنح المقاومة الطبيعية ضد فيروس نقص المناعة البشرية.
وقد ورث حوالي 1% من الأشخاص المنحدرين من شمال أوروبا هذه الطفرة الجينية من الوالدين كليهما، وهي طفرة تمنح المناعة ضد فيروس نقص المناعة البشرية، وكان لدى المتبرع نسخة مزدوجة من هذه الطفرة.
وتمت نقل الخلايا الجذعية من المتبرع إلى المريض، وغيرت العملية من الجهاز المناعي للمريض، ما منحه قدرة على مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية.
وبعد ذلك توقف المريض عن تناول أدوية فيروس نقص المناعة لمعرفة إذا كان الفيروس سيعود مرة أخرى أم لا.
وعادة ما يلتزم مرضى فيروس نقص المناعة البشرية على أقراص يومية لقمع الفيروس، وعندما يتم إيقاف الأدوية يتراجع الفيروس عادة في غصون أسبوعين إلى ثلاثة.
ولكن هذا لم يحدث مع مريض لندن فلم يعد هناك أي أثر للمرض بعد 18 شهرا من التوقف عن الأدوية.
اقرأ أيضا: شفاء ثاني حالة إصابة بالإيدز على مستوى العالم
كيف يتم زرع الخلايا الجذعية؟
تبدأ عملية نقل الخلايا الجذعية عن طريق استخدام العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لتدمير الجهاز المناعي الحالي وإتاحة المكان للجهاز المناعي الجديد الذي ينمو من خلال هذه الخلايا التي سيتم زرعها في المريض.
وبالنسبة للمتعافي الأول من الإيدز فقد اضطر إلى إجراء عملية زراعة خلايا جذعية جديدة عندما عادت إليه اللوكيميا "سرطان الدم"، بحسب ما يذكر موقع "Health 24".
ومقارنة بالمتعافي الأول، فإن مريض لندن لم يعاني أي أعراض جانبية بسبب الكيماوي كما لم يتلق العلاج الإشعاعي، وكان لديه رد فعل خفيف تجاه عملية زرع الخلايا الجذعية.
فيديو قد يعجبك: