علاج دوالي المريء قد لا يستغرق أكثر من ساعة
حسناء الشيمي
"دوالي المريء" من المشاكل المصاحبة لأمراض الكبد، إذ تظهر على السطح الداخلي للمريء أو عند نقطة اتصاله بالمعدة، ما يجعله معرض للتمزق عند زيادة ضغط الدم في الدوالي.
قال الدكتور أحمد سمير مدرس أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية بكلية الطب جامعة عين شمس، إن دوالي المريء تعني وجود أوردة محتقنة قابلة للنزف في جدار المريء، وهو ذلك الأنبوب الواصل من البلعوم للمعدة، ويمر من خلاله الطعام، ويحدث ذلك الاحتقان نتيجة ارتفاع ضغط الوريد البابي المغذي للكبد.
وعن أسباب ارتفاع ضغط الوريد البابي، المؤدي لدوالي المريء أشار سمير، إلى تليف الكبد الناتج عن أي مشكلة تصيب الكبد، سواء أكان التهاب فيروسي، أو التهاب مناعي، أو ترسيب الحديد أو الكالسيوم، وأوضح أنه أبرز أسباب دوالي المريء، مضيفا كذلك الإصابة بجلطة في الوريد البابي.
ولفت مدرس أمراض الكبد، إلى أن لدوالي المريء درجات، بناء عليها يتم تحديد الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج:
أما الدرجة الأولى والثانية من الدوالي، فأوضح سمير أن أعراضها لا تظهر، ويتم اكتشافها بالصدفة، وعلاجها يعتمد فقط على أدوية تقلل من ضغط الوريد البابي، مع معرفة السبب، وعلاجه، فإذا كان تليف يتم المواظبة على علاجه، إما إذا كانت جلطة، فيتم معرفة مكانها، وإذابتها.
أما الدرجة الثالثة والرابعة من الدوالي، فتكون قابلة للنزف، وتظهر أعراضها من خلال نزيف دموي في القيء، والبول، وأيضا البراز، إذ يكون أسود مدمم، ويتم تشخيصها عن طريق المنظار.
وعلاجها، يكون في البداية من خلال التعرف على السبب وعلاجه، مع حقن الدوالي أو إجراء عملية ربط للدوالي.
وهنا أضاف الدكتور حسن عبد السلام، رئيس وحدة العلاج التداخلي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أن علاج دوالي المريء يتم من خلال اعتماد العلاج التداخلي، إذ يتم إدخال دعامة دقيقة من فتحة في الرقبة لا تتجاوز 3 مللم، وذلك لتقليل ضغط الوريد البابي.
وأوضح عبد السلام أن هذه الدعامة تعمل على تقليل ضغط الدم الواصل بين الوريد البابي والوريد الكبدي، ما يساهم في مساعدة جزء من الدم الخاص بالدورة البابية بالذهاب إلى الوريد الكبدي فيقل الضغط عن الوريد البابي، ويتم علاج المرض نهائيا.
وأكد رئيس وحدة العلاج التداخلي، أن هذه العملية آمنة تماما، ولا تحتاج إلى أي فتح جراحي، ولا تستغرق أكثر من ساعة، حتى أنها لا تحتاج إلى البقاء في المستشفى.
فيديو قد يعجبك: