الحصوات خطر يهدد الكلى.. كيف يتم التعامل معها؟
كتبت- حسناء الشيمي
الحصوات من أبرز المشاكل التي تصيب الكلى وتتسبب في صعوبة التبول والآلام الشديدة، ويلجأ البعض إلى سبل مختلفة لتفتيتها والتخلص منها، لكن هناك أكثر من نوع لتلك الحصوات فكيف تتكون ويتم التعامل معاه؟
التكوين
قال الدكتور أيمن صلاح، أستاذ جراحة الكلى والمسالك بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الحصوات لا تتكون بين يوم وليلة، وإنما تكون البداية بزيادة تركيز بعض الأملاح في البول، سواء أملاح الأوكسالات أو أملاح اليوريك أسيد، ثم ترسيبها على هيئة بلورات وحبيبات صغيرة، وتظل تتجمع وتزداد في الحجم نتيجة تكرار الترسيب عليها حتى تصل إلى حصوات.
حصوات أوكسالات الكالسيوم
تتكون من الإفراط تناول أملاح الأوكسالات التي توجد في الطماطم، الصلصة، الفراولة، الشاي، المانجو، السبانخ، ملح الصوديوم، وفي الغالب تكون صلبة.
حصوات اليوريك أسيد
تتكون من الإفراط تناول أملاح اليوريك أسيد، والذي يوجد في الكافيين كالشكوكولاتة، الشاي والقهوة والنسكافية، اللحوم الحمراء، الجمبري، البط، الوز، الفول، والمكسرات، وتكون أقل صلابة من حصوات الأوكسالات.
الشكل
حصوات أوكسالات الكالسيوم تكون صلبة وحجمها كبير ويصعب تفتيتها بالأدوية، وفي الغالب تحتاج إلى جراحة أو منظار لاستئصالها.
حصوات اليوريك أسيد تكون أقل صلابة وحجمًا، تُسمى بالـ«شفافة» أو «الزجاجية»، وتتميز بقلة كثافتها ويمكن تفتيتها حتى يسهل استخراجها من مجرى البول، إذا كانت كبيرة الحجم، وإذا كانت صغيرة يسهل خروجها من مجرى البول بعد الاستعانة بشرب كميات كافية من السوائل، ونادرًا ما يتم معها التدخل الجراحي.
الأعراض
أكد "صلاح" أن الأعراض واحدة وتتمثل في:
- زيادة تركيز الملح في البول.
- تعكر البول.
- حرقان البول.
- تغيير لون البول.
تشير هذه الأعراض إلى وجود أملاح مترسبة وأن الكلى لديها استعداد لتكوين الحصوات، وهنا يخضع المريض لتحليل تلك الأملاح المترسبة في البول، للتعرف على طبيعتها.
ومع تكوين الحصوات تكون الأعراض أشد، ويشعر المريض بمغص الكلوي الشديد خاصة إذا كانت الحصوة صغيرة ومتحركة، خروج دم مع البول، وتكون بطانة الحالب والمثانة ناعمة للغاية وبالتالي عندما تتحرك تلك الحصوة الصغيرة تجرحها وتتسبب في نزول الدم، ولكن إذا كانت كبيرة فتتسبب في تراكم البول، وصعوبة التبول، هذا بالإضافة إلى ترسيبها على الكلى مسببة التهابها.
التشخيص
في البداية أكد "صلاح" أن اختلاف تكوين الحصوات من جسم لآخر يتوقف على استعداد الجسم نفسه لتكوينها، وهذا الوضع لا يمكن التنبؤ به طالما كان الجسم سليم، أما مع بداية ترسيب الأملاح وظهور الأعراض الأولية فهنا يسهل التشخيص والتعرف على نوع الحصوة.
ولكن مع تكوين الحصوات، هنا يتم الاستعانة بعدة أساليب تشخيصية للتفريق بين نوعيهما:
حصوات اليوريك أسيد يتم تشخيصها بالاستعانة بعمل أشعة مقطعية وسونار، وتظهر زجاجية وشفافة.
أما حصوات أوكسالات الكالسيوم فتظهر في السونار والأشعة المقطعية وحتى في الأشعة العادية، بالإضافة إلى أنه يسهل اكتشافها مع كل أساليب التشخيص.
العلاج
حصوات اليوريك أسيد
لأن كثافة الحصوة تكون أقل من حصوات الأوكسالات، فإذا كان حجمها صغير هنا يتم إعطاء المريض أدوية تساعد على اذابة الحصوة تمامًا، حتى يسهل خروجها من مجرى البول، وذلك بعد شرب الكثير من الماء التي تساعد الكلى على إفراز أكبر كمية من البول، ما يساهم في سهولة خروج الحصوة في مجرى البول.
ولكن إذا كانت كبيرة فقد يتم تفتيتها عن طريق بعض الأدوية، أو الاستعانة بالليزر، أو الموجات التصادمية لتفتيتها، وقد يتم التدخل بالمنظار لتفتيتها والتخلص منها.
حصوات أوكسالات الكالسيوم
إذا كانت الحصوة صغيرة يتم الاعتماد على أدوية تساعد على توسيع الحالب، ليسهل نزول الحصوة، أما إذا كانت كبيرة فيتم التدخل لاستئصالها سواء بمنظار البطن أو الكلى أو عن طريق الجراحة.
فيديو قد يعجبك: