للمريض والمتبرع.. كل ما يجب معرفته عن زراعة الكبد
حسناء الشيمي
يعتقد البعض أن زراعة الكبد أفضل خيار لمريض الفشل الكبدي، إذ تحميه من مضاعفات الأدوية التي يتعاطاها، ولكنه في الحقيقة لا يكون اختيار مناسب في بعض الحالات.. التقرير التالي يقدم كل ما يجب معرفته عن عمليات زراعة الكبد.
متى نلجأ لها؟
الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، يقول إنه يتم اللجوء لزراعة الكبد، في هذه الحالات:
-
عند وجود تليف كبدي غير متكافئ، أي يصاحبه مضاعفات، كاستسقاء البطن، وجود التهاب بكتيري قد يودي بالحياة، أو ارتفاع في ضغط الوريد البابي وما يصاحبه من دوالي في المريء أو المعدة، أو اعتلال دماغي، وهي المرحلة التي تسبق الغيبوبة الكبدية.
-
عند وجود أورام في الكبد، بشرط ألا يزيد حجم الورم عن 5 سم، وألا يزيد عدد الأورام عن 3 أورام، ولا يزيد حجم الواحد منها عن 5 سم.
-
عند الإصابة بالفشل الكلوي الناتج عن الفشل الكبدي، فهنا تكون الكلى سليمة، ولكنها تتأثر بفشل الكبد.
-
التهاب الكبد الحاد أيا كانت أسبابه سواء أكان ناتج عن فيروس سي أو بي.
-
أمراض التمثيل الغذائي الجينية الموجودة عند الأطفال.
إجراءات لازمة قبل الزراعة
قبل زراعة الكبد، يشير عز العرب، إلى بعض الفحوصات الضرورية التي يجب خضوع المريض لها قبل الجراحة، ومنها:
- إجراء تحاليل كاملة للدم.
- تحليل لوظائف الكبد.
- أشعة مقطعية على الكبد.
- موجات صوتية ثلاثية الأبعاد.
- رنين مغناطيسي ديناميكي.
هؤلاء ممنوعين من الزراعة
ويتم خضوع المريض لهذه الفحوصات، لبيان طبيعة الكبد، وحالته، إذ يوضح أستاذ الكبد، أن هناك بعض الحالات لا تناسبها عمليات زراعة الكبد، ولا تظهر إلا من خلال الموجات الصوتية ثلاثية الأبعاد، والرنين المغناطيسي، ومن الحالات التي لا يمكنها إجراء زراعة الكبد:
-
تجاوز سن المريض 62 عاما.
-
إصابته بورم حجمه أكبر من 5 سم، أو وجود أورام متعددة، يفوق عددها 3 أورام.
-
وجود ورم متقدم، يصاحبه جلطة في الوريد البابي، وهنا يخضع المريض لعلاج دوائي، مع حقن الجزيئات المشعة عن طريق الشريان الفخذي بالقسطرة.
-
وجود ورم متقدم في الكبد، ومنتشر خارج الكبد، وهنا يكون العلاج دوائي، وعلاج تلطيفي يحد من تقدم الورم.
-
الإصابة بتسمم في الدم أو وجود التهاب، وهنا لا تتم الجراحة، إلا بعد علاج هذه الحالة.
إجراءات للمتبرع قبل الجراحة
وبعد فحص المريض والتأكد من عدم إصابته بأي مشكلة تعوق بينه وبين زراعة الكبد، يتم الانتقال للمتبرع، الذي يخضع هو الآخر لعدد من الفحوصات، للتأكد من عدم معاناته من أي مشكلة صحية تؤثر عليه أثناء الجراحة، كمشاكل القلب، وهبوط عضلة القلب الاحتقاني.
كما يتم فحص الكبد جيدا، لضمان عدم إصابته بأي التهابات فيروسية، أو تدهن على الكبد، فضلا عن أهمية التأكد أن عمر المتبرع ملائم لإجراء هذه الجراحة، وألا يتجاوز 50 عاما.
وبعد فحص حالة المتبرع الصحية، يتم إجراء تحاليل دم، ودراسة الشرايين، والأوردة، للتعرف على توافق الأنسجة بين المتبرع والمريض.
ويشير الدكتور محمد عز العرب، إلى إمكانية أخذ فص كبد من متوفى، بشرط أن يكون حديث الوفاة.
في غرفة العملية
وبعد التأكد من توافق الأنسجة، وعدم معاناة أي من المريض والمتبرع من أي مشكلة تؤثر على نجاح العملية، يتم حجز كل منهم في غرفة مجهزة قبل الجراحة، لضمان عدم تعرضهم لأي بكتيريا أو مشكلة حتى يحين موعد الجراحة.
وأثناء الجراحة، يتم عمل استئصال كامل للكبد المريض، لضمان تحويل الشرايين، والأوردة والأوعية الصفراوية، للكبد الجديد المزروع.
بعد الزراعة
وبعد إجراء زراعة الكبد، نكون أمام حالتين، حالة تم إنقاذها بفص من الكبد، وأخرى تم استئصال فص من الكبد، وتبقى لديها فص أخر سليم.
الحالة الأولى
وهنا يعود المريض لحالته الطبيعية، ويبدأ الكبد في القيام بوظائفه بشكل طبيعي، ولكن المشكلة الوحيدة الذي قد يواجهها هي رفض الجسم للعضو الجديد، لذا يتم إعطاء المريض أدوية مثبطة للمناعة فور الانتهاء من الجراحة، لتجنب تعامل الجسم مع العضو الجديد، على أنه جسم غريب، ومهاجمته.
وبعد ذلك يخضع المريض لفحوصات، وتحاليل دورية، للتأكد من سلامته.
الحالة الثانية
وهو المتبرع، ولا يوجد أي ضرر يقع عليه على الإطلاق، خاصة أن الكبد هو ثاني عضو بعد الجلد يجدد خلاياه من تلقاء نفسه، وبالتالي بعد مرور 6 شهور يجدد الكبد خلاياه، ويعود لحالته الطبيعية، ومعظم الحالات يعود حجم الكبد لديها كما كان.
فيديو قد يعجبك: