«تليف الرئة» مرض يهدد باقي الأعضاء.. العلاج بشروط
كتبت- أسماء أبو بكر
«تليف الرئة» مرض مزمن يصعب علاجه في أحيان كثيرة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على أعضاء الجسم الأخرى، ويعتبر من أخطر أمراض الرئة.
يقول الدكتور أيمن عبد الرحمن، أستاذ أمراض الجهاز التنفسي والحساسية بكلية الطب جامعة بنها، إن الرئة تُصاب وتكون غير قادرة على نقل الأكسجين إلى مجرى الدم، مضيفًا أن هناك أنواع من تليف الرئة غير معروفة السبب، وأنواع أخرى ترجع إلى كثرة التعرض لملوثات البيئة أو وجود خلل في الجهاز المناعي.
ويوضح الدكتور عبد الباسط صالح، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة المنصورة، أن تليف الرئة معلوم السبب يمكن أن يحدث نتيجة تناول بعض الأدوية وعلى رأسها أدوية تنظيم ضربات القلب، والأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي في حالات الإصابة بالأورام، ويمكن أن يكون ناتجًا عن الإصابة بعض الالتهابات الفيروسية.
أعراض ومضاعفات
لا يحدث تليف الرئة بشكل مفاجئ، بل يسبقه بعض الأعراض الأولية التي تنذر بالإصابة به، وتتمثل هذه الأعراض وفقًا لما أوضحه الدكتور عبد الباسط صالح، في: كرشة النفس، ضعف التركيز، الصداع، زغللة العين، وذلك بسبب قلة الأكسجين في الدم.
ويوضح «عبد الرحمن»، أن بعد الأعراض الأولية وفي الحالات المتأخرة يؤدي تليف الرئة إلى ظهور مضاعفات كثيرة، مثل: تضخم في عضلة القلب أو هبوط فيها، ارتفاع في ضغط الدم الرئوي، تجمع للسوائل في البطن أو الجسم كله، الفشل التنفسي الذي يمكن أن يؤدي للوفاة.
العلاج ممكن لكن بشرط
علاج تليف الرئة يبدأ بالابتعاد عن أسبابه في الحالات معلومة السبب، وفقًا لما يؤكده الدكتور أيمن، موضحًا أن بعض الحالات تستدعي تناول أدوية كورتيزون، فضلًا عن أن الأدوية البيولوجية وتعتبر أحدث العلاجات المستخدمة للتعامل مع المرض، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل العلاجية لا تساعد في التخلص من المرض وشفاء المريض منه تمامًا، لكن الهدف منها هو تجنب المضاعفات ومنع زحف المرض وتأثيره على باقي أعضاء الجسم.
أما عن الحالات التي تستدعي زرع الرئة، فأوضح «عبد الرحمن»، أنه لا يتم اللجوء لذلك إلا في الحالات المتأخرة التي يجد فيها المريض صعوبة في الحركة، وفي حالة ضغط الرئة العالي، وتورم الجسم، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تستدعي زراعة رئة واحدة، وحالات أخرى تتطلب زراعة الرئتين أو الرئتين مع القلب، إلا أن هذه العملية الجراحية لا تُجرى في مصر بل بالخارج ونتائجها غير مضمونة أيضًا.
ويؤكد «صالح» يؤكد أن علاج تليف الرئة لم يعد مستحيلًا، نظرًا لظهور أدوية أحدث لعلاج المرض لم تكن موجودة خلال 3 أو 4 سنوات ماضية، وهي الأدوية البيولوجية، لكن يشترط ذلك ضرورة التدخل المبكر بمجرد ملاحظة الأعراض الأولية، أو خلال 6 شهور من بداية المرض، ففي هذه الحالة تكون فرص التحسن أكبر.
وأشار صالح إلى أن 50 أو 60% من حالات تليف الرئة يتم تشخيصها عن طريق الأشعة المقطعية، وحالات نادرة تستدعي تحليل عينة من الرئة لمعرفة نوع التليف، ويحتاج المريض إلى أخذ أكسجين لتعويض نقصه في الدم نتيجة تليف الرئة.
فيديو قد يعجبك: