هل يجب القلق من التاريخ المرضي لعائلتك؟
كتب- وليد شعبان
التاريخ الطبي العائلي أمر يتطرق إليه كل طبيب في عيادته بشكل يومي، وبسؤال الطبيب لنا عن ما إذا كان أحد الوالدين أو الأجداد مصابًا بمرض مزمن، فعادة ما نجيب على هذا السؤال بشكل تلقائي غير عابئين كثيرًا بأهميته.
هناك سبب يدعو إلى طرح هذا السؤال والتركيز على ما يمكن أن تشكله الأمراض العائلية المتوارثة من مشاكل مؤثرة للغاية أو قد لا تشكل.
يشترك البشر تقريبًا في 99.9٪ من الحمض النووي، و0.1٪ المتبقية فقط تكون هي الفريدة من نوعها لكل شخص، والحمض النووي هو الذي يشكل الجينات الوراثية، والتي يتم تنظيمها في 23 زوجًا من الكروموسومات مجموعة تورث من الأم والأخرى من الأب.
هذه الصبغيات هي التي تميز كل شخص عن الآخر، لكن هناك مجال لحدوث خطأ جيني المعروف باسم الطفرات الجينية التي يمر بها الإنسان، ومن الممكن تطور أي مرض عائلي عند شخص ما.
متى يجب أن تقلق؟
تتحدث الدكتورة إيلي كانون لموقع «نت دكتور» البريطاني لتوضيح ما تعنيه الأمراض العائلية الموروثة وما تشكله من خطر على صحة الفرد.
الأمراض الوراثية
أكثر الحالات الوراثية خطورة وشيوعًا تشمل التليف الكيسي، وضمور العضلات، والأنيميا المنجلية،ويمكن للجينات الموروثة أيضًا أن تلعب دورًا في التسبب بأمراض مثل السرطان، والزهايمر، إلا أن فرص حدوث هذا الأمر تظل قليلة جدًا، فلا يوجد تأكد تام بنسبة 100% من وراثة الشخص لمرض ما قد أصاب أحدًا في العائلة في السابق.
هناك عدد قليل جدًا من الحالات التي تسببها الجينات فقط، لذلك فإن إصابة أحد أفراد العائلة المقربين بمرض ما، لا يعني الجزم بأن الشخص سيصاب به، فمن الممكن أن يكون لديك نفس الجين الوراثي، ولا تصاب بنفس المرض وفي هذه الحالة تسمى «حاملًا للجين».
وبالمثل يمكن للشخص الذي ليس لديه تاريخ عائلي للمرض أن يكون عرضة لخطر الطفرات الجينية المسببة للأمراض.
المتخصصون في علم الوراثة يمكنهم مساعدة الناس في فهم هذا الأمر واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم، لهذا يجب أن تكون مطلعًا على التاريخ الطبي لعائلتك، سواء كنت تعاني أو كنت فقط مجرد حامل للجين.
ما يمكن فعله
عندما يسألك الطبيب عن التاريخ الطبي العائلية وتجيبه بصراحة فعليك الاطمئنان والتأكد أنه سيساعدك، وإذا كنت تريد معرفة المزيد عن مدى تأثير الجينات الوراثية على صحتك، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها.
يجب التوجه لعمل اختبار جيني، والاختبارات الجينية الشخصية تسمح للأشخاص بمعرفة المزيد عن أنفسهم من خلال الحمض النووي (DNA) الخاص بهم، واختبار الجينات الشخصية يعتمد على عينات اللعاب أو مسحة من بطانة الخد، لجمع نسخة كاملة من الحمض النووي (DNA)الخاص بالفرد، المخطط الجيني أو الحياتي.
في الحالات التي يكون فيها شخص ما لديه صلة قوية بمرض عائلي، فإن الأطباء يوصون بإجراء فحص جيني من قبل هيئة الصحة الوطنية.
أسباب أخرى
تشرح الدكتورة إيلي: «حتى لو كان لديك أو لدى عائلتك مرض معين، فهذا لا يعني بالضرورة أنه مرض وراثي، ولا يعني أن أسلافك في خطر فليس بالضرورة أن يكون كل شيء متعلقا بالجينات».
وفي حالة الإصابة بمرض ما فهناك عدة أسباب أخرى لهذا المرض بجانب العوامل الوراثية، مثل نمط الحياة، والنظام الغذائي، والبيئة، والنشاط الرياضي.
اهتم بصحتك
لا شك أن فهم المخاطر المتعلقة بالأمراض الوراثية يضع الفرد أمام مسئوليته للاهتمام بصحته، واتخاذ الخطوات التي تقلل أو قد تمنع التطورات المرضية، فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك توارث عائلي لمرض السكري من نوع الثاني، فمن الممكن تأخيره أو منع بدايته بتغيير نمط الحياة، عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
فيديو قد يعجبك: