لمرضى الغسيل الكلوي.. ما أفضل أنواع الوصلات الشريانية الوريدية؟
كتبت- أسماء أبو بكر:
"الوصلة الشريانية الوريدية" عبارة عن فتحة تصل الشريان بالوريد لتساعد على تدفق الدم، وهى ضرورية لمرضى الغسيل الكلوي، وتعتبر أفضل من القسطرة العنقية.. فما أنواعها ومميزاتها؟
طبيعية وصناعية
الدكتور أحمد أبو النجا، أستاذ مساعد جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب جامعة عين شمس، قال إن هناك أكثر من نوع للوصلات الشريانية الوريدية، هى:
الوصلة الطبيعية
من الأفضل عمل وصلة طبيعية بين الشريان والوريد، ولها أكثر من نوع حسب أوردة المريض وسنه، وما إذا كان مصابا بالسكري من عدمه.
وتعتبر الوصلات بين الشريان والرسغ أفضل أنواع الوصلات الطبيعية، لكن لا بد أن تكون كمية الدم في الشريان مناسبة لعمل هذا النوع، وفي الغالب تستمر مدتها من 5 إلى 7 سنوات.
النوع الثاني للوصلة الطبيعية يكون عند مفصل الكوع بين شريان الكوع والوريد في اليد، وهذا النوع يقصر مسافة الغسيل، عكس الرسغ الذي تكون المسافة فيه أطول إلى حد ما، ونلجأ له في حالة وجود مشكلة في الوريد الموجود بالأسفل عند الرسغ أو عدم وجود ضغط دم كاف في الشريان؛ والعمر الافتراضي لهذا النوع أقل من الوصلة عند منطقة الرسغ.
توجد وصلات أخرى طبيعية، لكنها تحتاج إلى عمل تسطيح للأوردة، ورغم أنها أصعب من النوعين الأخرين إلا أنها أفضل من الصناعية.
الوصلة الصناعية
نسبة حدوث التهاب في الوصلة الطبيعية أقل بدرجة كبيرة مقارنة بالوصلة الصناعية، إلا أنها تكون ضرورية إذا كانت حالة الوريد الطبيعي للمريض غير جيدة، وفي حالة الغسيل منذ سنوات طويلة واستنزاف أو تلف جميع الأوردة الطبيعية بسبب تكرار الغسيل من خلالها.
تتطلب الوصلة الصناعية تركيب أنبوبة بلاستيكية من نوع معين قطرها 6 ملي، تصل بين الوريد والشريان، وغالبا ما يكون عمرها الافتراضي عامين أو ثلاثة أعوام.
من جانبه، أوضح الدكتور أشرف عبد المبدي، مدرس أمراض الباطنة والكلى بكلية الطب جامعة عين شمس، أن الوصلة الشريانية الوريدية أمر ضروري لمرضى الغسيل الكلوي المزمن، وهي أفضل من القسطرة رغم آثارها الجانبية، كالتأثير على عضلة القلب على المدى البعيد (بعد 10 سنوات مثلا).
أضاف عبد المبدي أن الوصلة الشريانية الوريدية تشكل حمل على القلب، لأنه يضطر إلى زيادة كفاءته وطاقته في فترة قصيرة حتى يتمكن من ضخ الدم للوصلة بكمية كبيرة، مشيرا إلى أنها من الممكن أن تستمر مدى الحياة طالما لم يحدث فيها أي مشكلة أو التهاب، لكن أغلب المرضى يحتاجوا إلى تغييرها بعد 10 سنوات، لحدوث تجمع أو تجلط دموي أو انسداد فيها.
أعراض منذرة
أشار الدكتور أحمد أبو النجا إلى أن مريض الغسيل الكلوي يزور الطبيب 3 مرات خلال الأسبوع، وفي حالة ملاحظة تورم أو سخونة في مكان الوصلة، لا بد من استشارة الطبيب لبدء العلاج مبكرا لتجنب حدوث التهاب عميق.
وشدد عبد المبدي على ضرورة مراجعة الطبيب في حالة ملاحظة بعض الأعراض مكان الوصلة، هى: احمرار شديد في الجلد، انتفاخ شديد مكان الوصلة، استغراق مدة طويلة لغلق مكان الإبرة أو صعوبة غلقه جيدا، وشعور المريض برعشة شديدة أثناء الجلسة، مؤكدا أن هذه الأعراض تكون مؤشرا لحدوث التهابات أو تجمع دموي في مكان الوصلة.
نصائح ضرورية
لتقليل احتمالية حدوث التهابات مكان الوصلة، نصح أبو النجا، بضرورة تناول المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب قبل وبعد الجراحة اللازمة لعمل الوصلة الشريانية الوريدية، فضلا عن ضرورة التأكد أن الطبيب أو الممرض الذي يتولى إعطاء الإبرة للمريض عند الغسيل عقم مكان الوصلة جيدا باستخدام مواد مطهرة قبل إدخال الإبرة لمنع دخول أي ميكروبات للجسم.
بدوره، نصح الدكتور أشرف عبد المبدي، المرضى بغسل الأيدي إلى مكان الوصلة، سواء في منطقة الرسغ أو الكوع، بالماء والصابون بصورة مستمرة، لأن التخلص من الجراثيم والبكتيريا يحافظ على الوصلة ويقلل من احتمالية حدوث التهاب، فضلا عن استخدام بعض المراهم التي تقلل التجمع الدموي أو عمل كمادات دافئة في حالة حدوثه.
فيديو قد يعجبك: