ما أسباب عودة فيروس سي بعد علاجه؟.. إليك الحلول الطبية
كتبت- أسماء أبو بكر
رغم ظهور العديد من العلاجات التي تساعد في التخلص من التهاب الكبد الوبائي C، إلا أن هناك بعض الحالات لا تستجيب للعلاج أو ربما يعاود الفيروس الظهور مرة أخرى بعد الشفاء.. فما أسباب ذلك وما الحلول الطبية في هذه الحالة؟
أسباب الانتكاسة
الدكتور محمد علي حداد، أستاذ واستشاري الكبد بالمعهد القومي للكبد، قال إن بعض مرضى فيروس سي معرضون للانتكاسة خلال 3 شهور بعد العلاج، حيث يظهر من خلال تحليل "بي سي أر" عودة الفيروس، إلا أن ذلك يحدث في نسبة معينة لا تتعدى 4 إلى 5% من المرضى.
أضاف حداد أن تحليل بي سي أر خلال هذه الفترة يمكن أن يكون سلبيًا أي يعني أن المريض شُفي تمامًا من الفيروس، لكن في الوقت نفسه يكون عُرضة لعودة الفيروس مرة أخرى بعد فترة طويلة من العلاج (أكثر من 3 شهور أو بعد سنة مثلًا)، وتكون هذه الحالة عدوى جديدة للفيروس وليست انتكاسة، أي أن المريض أُصيب بالفيروس مرة أخرى نتيجة انتقال العدوى له عن طريق تدخل جراحي أو استخدام القسطرة والمناظير أو الوشم أو المانكير والباديكير في مراكز التجميل مثلًا.
الشفاء من فيروس سي لا يعني أن الجسم اكتسب مناعة ضده، فالمريض إذا تعرض للعدوى سيُصاب بالفيروس مرة أخرى، هذا ما أكده أستاذ الكبد، الذي أوضح أن هناك عوامل متعلقة بالفيروس نفسه وأخرى مرتبطة بالمريض هى التي تؤدي إلى حدوث انتكاسة أو عدم استجابة للعلاج، تتمثل في:
النوع الجيني لفيروس سي
بعض الأنواع الجينية للفيروس كالنوع الجيني الثالث، يكون فيها درجة التحور والانتكاسة وعدم الاستجابة للعلاج كبيرة، إلا أن النوع الجيني الرابع، المنتشر في مصر، نسبة التحور والانتكاسة فيه قليلة.
عدم الانتظام في تناول العلاج
المفترض الاستمرار في تناول أدوية الفيروس لمدة 3 شهور متواصلة دون فاصل حتى يوم واحد، إلا أن عدم الالتزام بذلك أو التوقف عن تناول الدواء لمدة يومين أو ثلاثة مثلا لأي سبب كان، يؤدي إلى عدم الاستجابة للعلاج.
عدم الالتزام بالمواعيد المحددة للجرعات
لا بد من تناول أدوية الفيروس بشكل يومي في نفس التوقيت، لأن عدم الالتزام بمواعيد الجرعات المحددة، يزيد من فرص حدوث انتكاسة، لأن درجة تركيز العقار في الدم لها مدة معينة، وعدم تناول الدواء في الموعد المحدد يقلل من درجة التركيز المطلوبة الأمر الذي يحول دون إحداث التأثير المطلوب في الفيروس.
أشار حداد إلى أن تأخير الجرعة عن موعدها بساعة أو ساعتين مثلا لن يؤثر بدرجة كبيرة، لذلك لا داعي للقلق إذا نسى المريض تناولها مثلًا، لكن المشكلة الأكبر تتمثل في التأخر في تناول الجرعة مدة 8 ساعات أو 12 ساعة مثلًا.
أوضح الدكتور إيهاب صبحي، استشاري الجهاز الهضمي والكبد، أن علاج فيروس سي يعتمد على تناول عقاري السوفالدي والدكلانزا لمدة 3 شهور، ونسبة الشفاء تتراوح من 89 إلى 92.5%، إلا أن هناك بعض الحالات لا تستجيب للعلاج لسبب غير معلوم.
اتفق صبحي في أن عدم التزام المريض بتناول الدواء يوميا وأخذ الجرعات في الموعد المحدد، يزيد من فرص عدم الاستجابة للعلاج، خاصة في الأمراض الفيروسية، مضيفا بعض الأسباب الأخرى، هى:
درجة تأثر أنسجة الكبد
لن يستجيب المريض لعلاج الفيروس إذا كانت نسبة التليف في الكبد عالية، فكلما زادت درجة التليف قلت نسبة الاستجابة.
تناول أدوية أخرى
تناول المريض أدوية أخرى يؤدي إلى إبطال مفعول أدوية فيروس سي، كبعض أنواع المسكنات وبعض أدوية تنظيم ضربات القلب، بعض أدوية الصرع وبعض المنشطات الجنسية، لذلك يجب ألا يتناول المريض أي أدوية إلا بعد استشارة طبيب الكبد المعالج.
سبب غير معلوم
بعض الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن فيروس سي يعاود الظهور مرة أخرى في بعض المرضى (3 إلى 4.5% منهم)، خلال عام ونصف بعد إيقاف العلاج لسبب غير معلوم.
لذلك شدد صبحي على ضرورة عمل تحليل بي سي أر بعد الانتهاء من كورس العلاج، كل 6 شهور لمدة عام ونصف، للتأكد تماما أنه تم القضاء على الفيروس ولم يعاودة مرة أخرى.
الحلول الطبية
أكد حداد على وجود بروتوكولات علاجية متعارف عليها للمرضى الذين لم يستجيبوا لعلاج فيروس سي، موضحًا أن فيروس سي يعتمد على 3 انزيمات في التكاثر، والعقاقير التي يتناولها المريض (السوفالدي والدكلانزا) تعمل على انزيمين فقط من انزيمات تكاثر الفيروس، وفي حالة عدم الاستجابة أو حدوث انتكاسة يتم إضافة دواء أخر للعمل على الإنزيم الثالث.
تابع حداد، في حالات أخرى يمكن إضافة عقار (ريبافيرين) للعلاج الذي يتناوله المريض ويؤخذ لمدة 3 شهور إضافية، مشيرًا إلى أن هناك أدوية أخرى تصلح في حالات الانتكاسة أو عدم الاستجابة لجميع الأنواع الجينية لفيروس سي لكنها ليست موجودة في مصر حتى الآن.
اتفق صبحي في أن التعامل مع المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج يعتمد على إضافة دواء ثالث للعقارين الأساسيين أو تناول دواء أخر مع السوفالدي حسب حالة المريض وأسباب عدم الاستجابة للعلاج في المرة الأولى.
شدد صبحي على ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب والمتابعة الدورية، حتى في حالة الشفاء من الفيروس، لأنه في الغالب يسبب تلفا في الكبد، وقد يترك قصور مزمن في وظائف الكبد حسب مدة الإصابة به، لذلك لا بد من المتابعة مع الطبيب لمنع الآثار السلبية، مع الحرص على تناول طعام صحي وتجنب التدخين.
فيديو قد يعجبك: