أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

«السدة الرئوية».. سحابة سوداء في صدور المدخنين

10:14 ص الأربعاء 28 مارس 2018

كتب– مصطفى عريشة

«السدة الرئوية» واحد من أخطر الأمراض الصدرية التي يسببها التدخين في المقام الأول، وتهدد أجهزة الجسم، وليس الجهاز التنفسي فقط، ويصعب تشخيص المرض بسبب تشابه أعراضه مع حساسية الصدر والمشكلات الناجمة عن التدخين، في حين أن كل المدخنين معرضون للإصابة بهذا المرض المزمن.

أسباب متعددة

تقول الدكتورة مايسة شرف الدين، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني، إن السدة الرئوية عبارة عن التهاب شُعبي مزمن يؤدي إلى ضيق في الشُعب الهوائية وانتفاخ في الرئتين.

تضيف «شرف الدين» لـ«الكونسلتو»، أن السبب الرئيس للإصابة بالسدة الرئوية هو التدخين، سواء السجائر أو الشيشة، وهناك أسباب أخرى أبرزها تلوث البيئة، سواء كان خارج المنزل من عوادم السيارات والأتربة المنتشرة في الجو وأدخنة المصانع، أو داخل المنزل عن طريق سوء استخدام أنواع من الكيماويات في التنظيف وأدخنة الأفران البلدية في الأرياف.

تشير إلى أن 30% من المصابين بالسدة الرئوية مدخنين، والباقي يكون لأسباب مرتبطة بطبيعة العمل، مثل العاملين في المحاجر ومن يستخدمون المواد الكيميائية مثل العاملين في «الدوكو» الخاص بإصلاح السيارات.

تلفت «شرف الدين» إلى وجود بعض الحالات النادرة المصابة بالسدة الرئوية بسبب خلل جيني في بعض الإنزيمات ما يسبب تحلل للنسيج الرئوي، كما أن الالتهابات الشعبية المتكررة واحد من أهم الأسباب.

تؤكد أستاذ الأمراض الصدرية أن آخر إحصائية حول المرض المزمن على مستوى منطقة الشرق الأوسط، أبرزت أن 30.4% من السكان مدخنين وبينهم 27.8% مصابين بالسدة الرئوية، و20% من المصابين بالمرض يعانون من مشكلات في القلب أهمها قصور في الشريان التاجي، وهبوط عضلة القلب.

وتذكر أن التأخر في التشخيص مشكلة كبيرة وسببها أن المريض يرجع تلك الأعراض للتدخين ويعتقد أن الأمر طبيعي لكنه في الحقيقة يكتشف إصابته بهذا المرض المزمن.

أعراض منذرة

تقول «شرف الدين» إن أعراض الإصابة بالسدة الرئوية: الكحة، والبلغم وعادة ما يكون مائل للاصفرار أو الخضار ويسمى بلغم صديدي، ويصاحب تلك الأعراض ضيق في التنفس عندما يبذل مجهود في العمل أو المشي يشعر بالإجهاد.

يسمع مريض السدة الرئوية «أزايز» مع كل نفس يتنفسه، ويتطور المرض مع السن والوقت ويصل في النهاية إلى فشل تنفسي وفشل الرئتين في القيام بوظيفتهما.

العلاج

يكون العلاج من خلال «البخاخات» وهي متطورة ويوجد نوع يستخدم مرة واحدة في اليوم وتسهل على المريض عدم الاحتياج إلى الأدوية ونضمن التزامه بالعلاج ويقدم كفاءة تنفسية أفضل بكثير.

وتكون البخاخات عبارة عن موسعات للشُعب لها تأثير على الغشاء المخاطي للشعب الهوائية وتقلل من إفراز المخاط وتؤخذ عن طريق الاستنشاق، وهذا العلاج هو حجر الزاوية لمرض السٌد الرئوية.

تحتاج بعض الحالات المتقدمة من المصابين بالسُدة الرئوية إلى أكسجين صناعي طوال الوقت، وهناك أجهزة تغني المريض عن أسطوانة الأكسجين، لأنها تأخذ الأكسجين من الهواء الجوي وتوصله للمريض مباشرة وهو ما يسهل عليه الحصول على الكمية المطلوبة في أي مكان، كما أن تلك الأجهزة محمولة وتمكنه من ممارسة حياته الطبيعية في أي وقت.

عمليات زراعة الرئتين أحد الحلول للحالات المتقدمة التي تنتفخ فيها الرئتين، كما يوجد بعض الحالات التي يتم فيها وضع دعامة بصمام أمان للسماح بدخول الهواء لنسيج الرئتين دون مشاكل.

تتابع «شرف الدين» أن المرض يؤدي إلى عدم القدرة على الإنجاب، ويقلل عدد الحيوانات المنوية ويجعلها ضعيفة وغير قادرة على الحركة، بالإضافة إلى ضعف القدرة الجنسية، كما أن هناك تغييرات نفسية تصيب المريض.

أبحاث وتحارب

يقول الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب جامعة عين شمس، إن الأبحاث التي تمت على المرض كانت على 62 ألف مريض في الشرق الأوسط بينهم 10 آلاف في مصر، والوفيات بلغت نسبة كبيرة بسبب السدة.

علاج هذا المرض يبدأ قبل الإصابة به، لذا يُنصح بالإقلاع الفوري على التدخين دون تخفيف الكم، أو اللجوء للشيشة أو السيجارة الإلكترونية أو «الفيب»، لأن لهم أضرار كبيرة لا تقل خطورة عن السجائر وتسبب السرطان.

يشير «خطاب» إلى أن بعد ذلك نقوم بتقييم للحالة المريضة من خلال الاستنشاق كعلاج موضعي، وهناك طرق أحدث تناسب ظروف كل مريض وتكون موسعات للشعب الهوائية.

وهناك علاج طبيعي من خلال تمرينات للتنفس، ووُجد أن مرض السدة ليس مرض رئوي فقط في الشُعب الهوائية، وإنما عبارة عن متلازمة تصيب أكثر من عضو في الجسم.

تأثيرات أخرى

يؤثر المرض على القلب ويصيب بهشاشة العظام ووهن العضلات، ويسبب الإصابة بالاكتئاب وسرطان الرئة، ولا يوجد مؤشر يؤكد إصابة مدخن من عدمه حتى الآن، والموضوع يختلف من شخص لآخر.

يوضح «خطاب» أن احتمالية الإصابة تتناسب مع كمية السجائر التي يدخنها الشخص خلال الـ24 ساعة، فإذا كان هناك شخص يدخن 40 سيجارة في اليوم منذ 20 عامًا أو أكثر، فبنسبة 100% سيصاب بالسُدة الرئوية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن 100 مليون حالة وفاة في القرن العشرين سببها التدخين ومنتجات التبغ بشكل عام، ومن المتوقع ارتفاع نسبة الوفيات غير المسجلة والمرتبطة بالتبغ إلى أكثر من 8 ملايين حالة في السنة بحلول عام 2030، يحدث منها 80% في البلدان النامية.

ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 80 مليون شخص في العالم يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن المعتدل إلى الحاد، وتوفى أكثر من 3 ملايين شخص بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن في عام 2005، وهو ما يعادل 5٪ من جميع وفيات البالغين على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2020 سيصبح السبب الرئيسي الثالث للوفاة في جميع أنحاء العالم.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية