مضاعفات صحية ونفسية لإجبار طفلك على تناول طعامه

كتبت- حسناء الشيمي

تعتقد بعض الأمهات أن التعامل مع رفض أطفالهن لتناول الطعام بإجبارهم على تناوله يوفر لهم التغذية اللازمة للنمو السليم، ولكنهن لا يدركن أن إجبار الطفل على تناول الطعام يسبب كثير من الأضرار الصحية والنفسية لأطفالهم.

يقول الدكتور تامر عبد الحميد، أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة بجامعة القاهرة، إن إجبار الطفل على تناول الطعام يتسبب في حدوث أمرين: فيشعر الطفل بأنه مجبر، ما ينفِّره من تناول الطعام تمامًا فيفقد شهيته للطعام، ما يتسبب في إصابة الطفل بالنحافة وسوء التغذية.

أما الثاني فبسبب خوف الطفل من الأم وعقابها له، فيضطر لتناول الطعام دون رغبته، وبالتالي يفقد شعوره بالشبع، لأن الشبع ارتبط لديه بإنهاء الطعام الموجود أمامه حتى تكافئه الأم ولا تحاسبه، وبالتالي يتناول طعام زائد عن حاجته وشيئًا فشيئًا يُصاب بالسمنة، ويراها الأهل مظهر صحي ولا يعلمون عواقبها.

لا يتوقف الأمر على ذلك فقط، بل يمتد إلى الإصابة بمشاكل نفسية، وفقًا لما أكد الدكتور عادل المدني، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، موضحًا أنه في حالة إجبار الطفل على تناول الطعام وخوفه من إبداء الرفض أو الاكتفاء، يخلق لديه روحًا وسواسية ضعيفة وانهزامية، تخضع لأوامر الآخرين وتخاف من إبداء رأيها وتكبر هذه الصفة معه.

يضيف المدني، أن تناول الطفل للطعام فقط بهدف إرضاء والدته، يعزز لديه فيما بعد القيام ببعض التصرفات التي لا يرغب فيها لإرضاء الآخرين، أما الطفل الذي يرفض تناول الطعام فيخلق لديه روح العناد والتمرد.

ولتغذية الطفل بطريقة صحيحة، يقول عبد الحميد، إنه يجب أولًا تنظيم يوم الطفل وتحديد ساعات محددة للنوم، مع تحديد مواعيد لتناول الطعام، على أن تكون بمشاركة الأهل، فذلك يشجعه على تناول الطعام دون أي وسيلة ضغط.

عند الشعور بأن الطفل اكتفى من تناول الطعام ينصح عبد الحميد، باحترام ذلك وعدم إجباره على تناول طعام معين حتى لا يكرهه الطفل تمامًا، بل يفضل أن يقوم الأهل بتناول هذا الطعام أمامه فذلك يرغبه في تناول هذا الطعام مثل والديه.

وحذر من تناول الأطعمة الجاهزة والحلويات، موضحًا أنها من أهم أسباب نفور الطفل من الطعام الصحي، مفضلا استبدالها بعصائر طازجة وفواكه وخضروات وغيرها من الأطعمة الصحية.