أنواع اضطرابات النوم.. ساعتك البيولوجية السبب
كتبت- رغدة مرزوق
«الساعة البيولوجية» العامل الداخلي بجسم الإنسان الذي يعمل على مدار 24 ساعة، ويتحكم بدورات النوم والاستيقاظ، فضلًا عن دورها الكبير في كل ما يخص الإنسان، بداية من إفراز الهرمونات حتى درجة حرارة الجسم.
ويُنظَّم إيقاع الساعة البيولوجية عن طريق مجموعة من الخلايا العصبية بمنطقة ما تحت المهاد وتُعرف باسم نواة التأقلم «suprachiasmatic nucleus».
وتتزامن إيقاعات الساعة البيولوجية مع بعضها البعض ومع دورة النهار والليل الطبيعية، فينام الإنسان الطبيعي في فترة الليل ويكون في قمة اليقظة خلال ساعات النهار، أي ينام في الفترة بين الساعة 10 ليلًا و1صباحًا، ويستيقظ بعد 7-8 ساعات دون أي مشكلة.
ويحظى بعض الأشخاص بمرونة التكيف مع النوم بمختلف الأوقات، ومع ذلك قد يفضلون الاستيقاظ مبكرًا، أو يسهرون ليلًا.. ولكن يوجد البعض الذين لا يستطيعون التكيف مع تغيير أوقات النوم ويصل الأمر بهم إلى المرض إذا ناموا بوقت غير مُعتاد عليه؛ ويعاني هؤلاء الناس من اضطرابات النوم المرتبطة بالساعة البيولوجية.
وتُعد تلك الاضطرابات تشوهات داخلية بإيقاعات الساعة البيولوجية، ويُصاب بها الإنسان عندما لا يستطيع النوم في أوقات النوم الطبيعية، ومع ذلك يستطيع النوم في أوقات أخرى.
قد تكون دورة الساعة البيولوجية الداخلية أقصر أو أطول من 24 ساعة بقليل، ولكن إذا لم يتم الوصول لـ24 ساعة لأسباب مختلفة، ينتج عن الأمر ستة إضطرابات.
متلازمة تأخر النوم
يحدث ذلك الاضطراب عندما يحدث تأخير بساعة الجسم الداخلية، مع احترام دورة النهار والليل، وينام من لديهم هذا الاضطراب في وقت متأخر من الليل بين الساعة 1: 6 صباحًا ويستيقظون في وقت متأخر من الصباح أو بعد الظهر، ونتيجة ذلك يُطلق عليهم مرضى الأرق، وإذا حاول الشخص اتباع ساعة جسمه الداخلية، سيتمكن من النوم والاستيقاظ بالأوقات الطبيعية ودون مشاكل، ولكن في حالة تجاهل الساعة الداخلية يجد نفسه غير قادر على النوم حتى في وقت متأخر جدًا، ولكن مع ذلك يضطر للاستيقاظ في وقت مبكر.
متلازمة تجاوز الساعات الـ24في اليوم
يحدث هذا الاضطراب عندما ينام الفرد بوقت متأخر يوميًا، ويكون التأخير عادة ساعة أو ساعتين، لذلك تصبح دورة ساعته البيولوجية تتكون من 25-26 ساعة، وهناك آخرين يكون التأخير عندهم أطول بكثير خاصة عند من تجاوزوا الساعات الـ24 في اليوم لسنوات عدة، ويكون الاضطراب شائعًا عند المكفوفين، لأنهم يكونوا غير مدركين للوقت.
متلازمة تبكير مرحلة النوم
يرتبط هذا الاضطراب بميعاد النوم والاستيقاظ في وقت مبكر عن الطبيعي، فقد ينام الفرد من الساعة السادسة أو الثامنة مساءً ويستيقظ بعد ثمان ساعات، في حين أن الاضطراب يبدو أقل شيوعًا بكثير عن اضطراب تأخير مرحلة النوم، وقد يتم تشخيصه بسهولة، لأن هؤلاء الأفراد قادرين بشكل عام على الحفاظ على العمل من 5: 9 ساعات دون صعوبة.
اضطراب النوم غير النظامي
يرتبط هذا الاضطراب بثلاثة حلقات من النوم على الأقل خلال الـ24 ساعة بشكل غير منتظم من يوم لآخر، وغالبًا ما تظهر عند من يعانوا من الخرف، بالإضافة إلى الأطفال الذين يعانوا من مشاكل بالنمو بما في ذلك مرض التوحد.
وقد يكون اضطراب النوم غير النظامي ناتج عن ورم بالمخ أو إصابات في الدماغ عند كل من الأطفال والبالغين، وقد يؤدي لمشاكل عملية واجتماعية وعائلية.
اضطراب تغير أوقات العمل
قد يحدث هذا الاضطراب عندما يجبر جدول العمل الشخص على أن يكون مستيقظًا بالوقت الذي تتطلب ساعته البيولوجية بأن يكون نائمًا، وتم إجراء كثير من الدراسات حول هذا الاضطراب بسبب أهمية تغيير أوقات العمل في بعض المهن.
ويؤدي ذلك التغير إلى ظهور مشاكل كبرى عند البعض، ويتم اعتباره اضطراب بالساعة البيولوجية المرتبطة بالنوم عند من لا تستطيع ساعة جسمهم الاعتياد على التغير بشكل كافي.
اختلاف التوقيت
وينتج هذا الاضطراب عن السفر عبر المناطق المختلفة زمنيًا، فيبدأ الليل بالمنطقة الجديدة في ساعات أبكر من المنطقة الزمنية القديمة، ونتيجة لذلك تتغير دورة النوم والاستيقاظ، وتتحول جميع إيقاعات الساعة البيولوجية الأخرى أيضًا، ويسبب فرق التوقيت تعب شديد للإنسان، ولكن مع مرور الأيام تتأقلم ساعة الجسم مع دورة النهار والليل الجديدة.
فيديو قد يعجبك: