دراسة: من يجلسون لفترات طويلة في خطر

كتب: حاتم صدقي

كشفت نتائج دراسة جديدة أجراها خبراء الصحة العامة وطب المجتمع في جامعة كولومبيا بنيويورك، أن من يجلسون كثيرًا يتضاعف خطر الوفاة لديهم بمعدل يقل بمقدار 4 سنوات مقارنة بأقرانهم الأقل جلوسًا.

ونصح الخبراء بضرورة أخذ فترة قصيرة من الراحة كل نصف ساعة، يمشي خلالها الفرد دقائق معدودة ثم يعود للجلوس مرة أخرى، فذلك يساعد في الحد من مخاطر الجلوس المطول.

ويقول الدكتور كيث دياز، الباحث الأول في هذه الدراسة، إن هذه الفترات البينية من الحركة تكون أشبه ما تكون بممارسة الرياضة في الصباح، ولكن بجانب ممارسة الفرد للحركة خلال هذه الفترات القصيرة، يجب أن يكون مدركًا وواعيًا لأهمية ألا يظل جالسًا لفترة طويلة على المقاعد خلال ساعات اليوم.

ولا تتوقف أهمية الحركة المتكررة كل نصف ساعة لمن يؤدي عمل مكتبي عند هذا الحد، ولكن فائدتها تتجاوز ممارسة الرياضة، لأنها تساعدك على كسر جمود الحركة الذي تكون فيه عند ممارستك للعمل المكتبي.

واعتمدت الدراسات السابقة، التي تحدثت عن العلاقة بين الجلوس المطول والوفاة المبكرة، على اعترافات الموظفين أنفسهم بعدد الساعات التي يجلسونها يوميًا، إلا أن الدراسة الجديدة عمدت إلى قياس زمن الجلوس، مستخدمة جهاز مقياس للتسارع، مثبت على الفخذ للتمكن من تعقب حركة الفرد وربطها بمخاطر الوفاة.

ويقول الباحث الأول في الدراسة، إن العلاقة بين الوفاة وتزايد مخاطر الوفاة مبكرا، تتم من خلال نوع من مسارات السكر، فعندما تكون عضلاتنا في حالة كسل وغير نشطة فهي لا تستهلك سكر الدم، فارتفاع مستوى السكر في الدم من الممكن أن يسبب عواقب رهيبة على أجسامنا.

والمعتقد أن السيطرة غير الكاملة على مستوى السكر بالدم تشكل إحدى الطرق التي تزيد من مخاطر الجلوس المطول على القلب وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب، كما أنها تؤدي إلى كسل الجهاز الهضمي ومعاناة الإمساك المزمن، ويزيد الأمر سوءً في أحوال: التدخين، وعدم ممارسة أي نوع من الأنشطة الرياضية وأقلها المشي، والإكثار من تناول الوجبات الغذائية المشبعة بالدهن، وعدم تناول الوجبات الغذائية الغنية بالألياف.