رئيس قسم علاج الألم بالنيل بدراوي: 126 نوعا للصداع وهذه أخطر الآلام (حوار)
- د.خالد عبد الحميد لـ«الكونسلتو»: 126 نوعا للصداع أشهرها النصفي واليومي.. وهذه طرق العلاج
- خشونة الركبتان المرض الشائع في العالم وتُعالج بالحقن والتردد الحراري
- آلام الوجه والتهاب العصب الخامس أبرز أسباب الإصابة بالصداع
حوار– مصطفى عريشة
علاج الآلام واحد من التخصصات التي ظهرت في بداية الثمانينيات بسبب الآلام التي يتعرض لها مرضى الأورام، وتفرعت تخصصات علاج الآلام لتشمل الصداع وآلام الظهر والمفاصل.
الدكتور خالد عبد الحميد، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام ورئيس قسم علاج الألم بمستشفى النيل بدراوي إحدى مستشفيات مجموعه كليوباترا، تحدث لـ«الكونسلتو» حول طرق علاج الآلام وأخطر أنواعها، والعلاج بالحقن والتردد الحراري، وغيرها من النقاط.
وإلى نص الحوار..
كيف يتم علاج آلام الظهر وخاصة الحالات المزمنة؟
آلام الظهر الحادة المزمنة هي أكثر سبب للألم على مستوى العالم من الركبتين ومفاصل الحوض والكتف، وكانت تلك الآلام تُعالج بالمسكنات، وخاصة عمليات الظهر التي ينشأ عنها في بعض الأحوال مضاعفات وآلام أشد بعد الجراحة، ونتدخل بتسكين تلك الآلام بطريقة معينة لحين الانتهاء من فترة العلاج التحفظي.
أما الحالات المزمنة من أخطر حالات يمكن أن نقابلها والتي تنشأ عقب العمليات الجراحية في الظهر والرقبة وتُحدث التصاقات حول الأعصاب الشوكية الموجودة في تلك المنطقة، وتحدث آلام شديدة نعالجها بإذابة لهذه الالتصاقات وتردد حراري على الجذور العصبية وحقن للمفاصل المختلفة والعضلات حتى يستعيد حالته الطبيعية، وهذا كله بجانب العلاج الطبيعي والتأهيلي.
ما طريقة علاج آلام المفاصل؟
لدينا تدخلات في علاج آلام المفاصل، وخشونة الركبتين هو المرض الشائع في العالم كله والكتفين، ويتم فيها تغيير مفصل وغالبًا يكون للركبة نتيجة الخشونة المتقدمة، وأحيانًا لا يتحمل المريض هذه الجراحة ولا العلاج الطبيعي الذي يعقبها أو يكون رافضًا للجراحة، ونتدخل في هذه الحالات بتقليل الإحساس بالألم من خلال عمل تردد حراري على الأعصاب التي تغذي منطقة الركبة فتقلل كمية الإشارات الواصلة للمخ والتي تشعره بوجود آلام في تلك المنطقة وبالتالي يكون الألم خفيف مع حقن المادة الزلالية بالإضافة للعلاج الطبيعي تكون الحركة أفضل.
كيف بدأت علاجات الآلام وما العلاجات المستخدمة في آلام الأورام؟
علاج الألم تخصص نشأ في الثمانينيات لعلاج مرضى الأورام لأنهم يتعرضون لآلام شديدة في المراحل المتأخر ولا يستجيبوا للمسكنات العادية ويحتاجون إلى تدخلات لعلاج الألم الشديد الناتج عن مضاعفات المرض، وتطور الأمر ودخل في جراحات المخ والأعصاب والعظام والصداع وآلام الوجه والآلام العصبية المختلفة وأصبح تخصصًا معروفًا.
العلاج الإشعاعي والجراحي والكيميائي لمرضى الأورام يمكن أن يسبب آلام الكبيرة، وفي هذه الحالة لا يمكن أن نعطي المريض مسكنات بسبب تأثر أعضائه بالأدوية الكيميائية، ونعالج تلك الآلام من خلال وضع «قساطر» ونحقن منها المواد المخدرة، أو من خلال حقن الضفائر العصبية التي تغذي مناطق الآلام سواء في البطن أو العضلات، ويمكن عمل تردد حراري على الأعصاب المسببة للألم، وفي حالات الأورام يكون لدينا متنفس أكبر لعمل تدخلات أشد من علاج الآلام العادية، مع بعض الأدوية، وعلى رأسها المورفينات، وأحيانًا لا تكون كافية لأن أعراضها الجانبية تجبرنا على عدم زيادة الجرعة، لذلك نجد وسائل أخرى لمساعدة المريض كما ذكرناها.
كيف تنشأ آلام الصداع وما أنواعها؟
آلام الوجه والتهاب العصب الخامس من أهم أسباب الصداع وهما الأكثر انتشارًا، ويشعر المريض بآلام مثل «اللسع» و«الكهربا» و«الحرقان»، ولا يستطيع لمس وجهه ولا يقدر على مضغ الطعام جيدًا، ولا يتحمل هواء المروحة لأن العصب الذي يغذي الوجه يكون ملتهبًا.
كان علاج ذلك في الماضي بإجراء جراحة في المخ لرفع الضغط عن الجذر العصبي في منشأ العصب، وتطور هذا مع بدء إجراء حقن بمادة الجليسرون، أو عمل تردد حراري للعصب الخامس، وهناك 3 فروع الأول في منطقة العين والثاني في الفك والثالث في الخد، وحسب كل مريض يتم العلاج ويتم التعامل مع الفرع المسئول عن الألم وليس كل الفروع، وهذه أحدث تقنية للعلاج.
أما الصداع فلدينا 126 نوع منه، وهناك أنواع تنشأ بسبب مرض آخر مثل المصابون بأورام المخ، أو التهاب الجيوب الأنفية، وهناك مرض الصداع فقط، ومن أشهر أنواعه الصداع النصفي الذي يشتكي منه غالبية الناس، وهناك نوع آخر وهو الصداع اليومي المستمر والذي يصاب به نسبة كبيرة من الناس، ويتم علاج الصداع من خلال التشخيص السليم ومعرفة نوعه لتحديد العلاج المطلوب.
وينتج الصداع النصفي عن تغيرات في الأوعية الدموية المحيطة بالأعصاب وتتمدد وتفرز بعض المواد الكيميائية التي تسبب الصداع، أما الصداع اليومي المستمر يكون بسبب عضلات الوجه.
كيف تستخدم علاجات الحقن والتردد الحراري في علاج الآلام؟
الحقن يعتمد على حقن مادة كيميائية حول +العصب أو الجذور العصبية التي تغذي منطقة الألم كما ذكرنا فتغيير الإحساس بالألم ، وفي حالات الأورام نحقن مواد تدمر الضفائر العصبية، أما التردد الحراري عملية فيزيائية وليست كيميائية فبدلًا من حقن مادة كيميائية مثل الكورتيزون وغيرها، نقوم بالتردد الحراري بتغيير طبيعة العصب فبدلا من توصيل إشارات قوية للمخ بالألم نخفف، وليس له أعارض جانبية مثل الحقن.
وعلاج الألم المزمن ليس مجرد علاج طبي لأن المريض يكون مدمر نفسيًا بسبب ملازمة الألم له ولا ينام، وهناك ما يسمى بوابة الألم في الحبل الشوكي، هذه البوابة تفتح وتغلق، فكلما فتحت يزداد الإحساس بالألم، وتوتر المريض ونظرات الناس له تسبب فتح البوابة، ودور العلاج النفسي هام جدًا لأن دونه لن نستطيع النجاح بالعلاجات المتاحة.
ما أخطر أنواع الآلام؟
أمراض الآلام العصبية، وتعني إصابة العصب الذي ينقل الألم وتكون الآلام شديدة جدًا، ولدينا 3 نماذج من هذه الآلام، الأول آلام ما بعد الإصابة بالحزام الناري، وهو فيروس يصيب بعض المرضى أصحاب المناعة الضعيفة ويسبب طفحًا جلديًا وبعدها يصيب الأعصاب ويسبب أبشع أنواع الألم.
أما النوع الثاني، وهو آلام ما بعد عمليات البتر والتي تحدث بعد بتر القدم بسبب الغرغرينا، وفي الجراحة يُقطع العصب الذي يغذي تلك المنطقة وهذا يسبب آلام شديدة ويشعر بعض المرضى بآلام في الإصبع وهي آلام شبحية لأن القدم تكون بُترت، أما النوع الثالث هو متلازمة الألم الموضعي المعقد، وتتخلص في إصابة بسيطة في أحد الأطراف تنشأ عنها آلام شديدة وتلتهب ويحدث لها احمرار وتدخل في مرحلة تشوه اليد أو القدم مع وجود ألم شديد ينتهي بإعاقة وآلام مستمرة طوال الوقت.
فيديو قد يعجبك: